للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقد إِلَى ابْن الزبير وَأخْبرهُ خبر الْعرَاق وَدعَاهُ إِلَى الْبيعَة فكتم أمره عَنهُ ففارقه وَغَابَ بِالطَّائِف سنة ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة وَلم يَأْتِ ابنَ الزبير وَكَانَ قد ظهر أمره فَدس عَلَيْهِ ابْن الزبير عَبَّاس بن سُهَيْل بن سعد فَلَقِيَهُ وعذله عَن تَأَخره عَن ابْن الزبير فَقَالَ كتم عني وَأَرِنِي الِاسْتِغْنَاء فاستغنيت عَنهُ فَحَمله على لِقَائِه مَعَه وَحضر عَن ابْن الزبير لَيْلًا وَقَالَ أُبَايِعك على أَلا تقضي أمرا دوني وأكون أول دَاخل وتوليني أفضل عَمَلك فَقَالَ ابْن الزبير أُبَايِعك على كتاب الله وَسنة رَسُوله فَقل لَا فَبَايعهُ ابْن الزبير على مَا أحب وَشهد مَعَه قتال الْحصين نمير وأبلى فِيهِ فَلَمَّا هلك يزِيد وأطاع أهل الْعرَاق ابْن الزبير فَإِذا هُوَ لَا يَسْتَعْمِلهُ وبلغه الْخَبَر عَن الشِّيعَة بِالْكُوفَةِ فَفَارَقَ ابْن الزبير إِلَيْهِم وَقدم الْكُوفَة وَنزل فِي دَاره وَاخْتلف إِلَيْهِ الشِّيعَة وجاءه رُءُوس النَّاس من كِنْدَة وَبني هِنْد وَأَخْبرُوهُ بِخَبَر سُلَيْمَان بن صرد وَأَصْحَابه وَأَنَّهُمْ على الْمسير فَقَالَ إِن ابْن الزبير بَعَثَنِي إِلَيْكُم وَأَمرَنِي بِقِتَال الْمُلْحِدِينَ والطلب بِدَم أهل الْبَيْت وَالدَّفْع عَن الضُّعَفَاء فَبَايعُوهُ وَبعث إِلَى الشِّيعَة الَّذين عِنْد سُلَيْمَان بن صرد بِمثل ذَلِك ودعاهم إِلَى طَاعَته واستمالهم عَن سُلَيْمَان فَمَال إِلَيْهِ طَائِفَة مِنْهُم وَخرج سُلَيْمَان نَحْو الجزيرة لشأنه وَجَاء النَّاس إِلَى الْأَمِير عبد الله يزِيد الخطمي وَصَاحبه إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن طَلْحَة مِنْهُم شبيب بن ربعي وَيزِيد بن الْحَارِث بن رُوَيْم فَقَالُوا لَهما إِن الْمُخْتَار يُرِيد أَن يثب عَلَيْكُم وَهُوَ أَشد من سُلَيْمَان وَجَاءُوا بِهِ فَقَالَ عبد الله مَا كنت لأخذ أحد على الظنة وَتَوَلَّى إِبْرَاهِيم أمره وحبسه وَقيل إِنَّمَا جَاءَ الْمُخْتَار إِلَى الْكُوفَة بِأَمْر ابْن الزبير وَإنَّهُ قَالَ لَهُ ابعثني أستخرج لَك جنداً من شيعَة على تقَاتل بهم أهل الشَّام فَبَعثه حَتَّى إِذا اجْتمع إِلَيْهِ النَّاس وثب على ابْن مُطِيع عَامل ابْن الزبير بِالْكُوفَةِ وَكتب إِلَيْهِ إِن ابْن مُطِيع داهن وراسل عبد الْملك فأخرجهُ وَأما سُلَيْمَان بن صُرَدَ فَخرج فِي ربيع سنة خمس وَسِتِّينَ وَنزل النخيلة ثمَّ اسْتقْبل عدد النَّاس وَأرْسل من نَادَى فِي الْكُوفَة بثأر الْحُسَيْن فجَاء بعض وتثاقل بعض وَالْمُخْتَار يثبطهم وَأقَام بالنخيلة ثلاثَاً ثمَّ سَار فِي أَرْبَعَة آلَاف ونادى فيهم من أَرَادَ الدُّنْيَا ومتاعها فِي الْفَيْء وَالْغنيمَة فَليرْجع وَلَيْسَ مَعنا إِلَّا سوفنا وَزَاد النقلَة

<<  <  ج: ص:  >  >>