للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَجَاء مُصعب وطمع أَن يدْرك خَالِدا فَوَجَدَهُ قد خرج فسخط على ابْن معمر وسَب أَصْحَابه إِلَى آخِره قَالَ الذَّهَبِيّ يرْوى فِي بعض الْآثَار أَن مصعباً لما سَار عَن الْكُوفَة عشرَة أَيَّام يُرِيد قتال عبد الْملك بن مَرْوَان كتب إِلَى زَوجته سكينَة ابْنة الْحُسَيْن بن عَليّ رَضِي الله عَنهُ من // (الطَّوِيل) //

(وَكَانَ عَزِيزًا أَن أَبِيت وبَيْنَنَا ... سِفارٌ فَقَدْ أصبحْتُ منكِ على عَشْرِ)

(وأَنْكَاهُمَا للعيْنِ واللَّهِ فاعْلَمِي ... إِذْ ازددتُّ مِثْلَيْهَا فصرْتُ على شَهْرِ)

(وأَبْكي لعَيْنِي مِنْهُمَا اليَوْمَ أنني ... أَخَافُ بألَاّ نَلْتَقِي آخِرَ الدَّهْرِ)

فَلَمَّا جاءها الْخَبَر بِمَوْتِهِ قَالَت من // (الطَّوِيل) //

(فَإِنْ تقتلوه تقتُلُوا الماجِدَ الَّذِي ... يرى الموْتَ إِلَّا بالسيُوفِ حَراما)

(وقبلك مَا خَاضَ الحُسَين منِيَّةً ... إِلَى السيْفِ حَتَّى أوردُوهُ حِمَامَ)

وَكَانَ مَعَه الْأَحْنَف فَتوفي بِالْكُوفَةِ وَلما بعث عَن الْمُهلب يسير مَعَه إِلَى أهل الْبَصْرَة أَن يكون الْمُهلب على قتال الْخَوَارِج فَرده قَالَ لَهُ الْمُهلب إِن أهل الْعرَاق قد كاتبوا عبد الْملك وكاتبهم فَلَا نتعدى ثمَّ بعث مُصعب عَن إِبْرَاهِيم بن الأشتر وَكَانَ على الْموصل والجزيرة فَجعله على مقدمته وَسَار حَتَّى عَسْكَر فِي مسكن وَسَار عبد الْملك وعَلى مقدمته أَخُوهُ مُحَمَّد بن مَرْوَان وخَالِد بن عبد الله ابْن خَالِد بن أسيد فنزلوا قرقيسيا وحصروا زفر بن الْحَارِث الْكلابِي ثمَّ صَالحه وَبعث زفر مَعَه الْهُذيْل ابْنه فِي عَسْكَر وَسَار عَنهُ فَنزل بمسكن قَرِيبا من عَسْكَر مُصعب وفر الْهُذيْل من زفر وَلحق مُصعب وَكتب عبد الْملك إِلَى أهل الْعرَاق وَكَتَبُوا إِلَيْهِ وَكلهمْ يشرط أَصْبَهَان وَآتى ابْن الأشتر بكتابه مختومَاً إِلَى مُصعب فقرأه فَإِذا هُوَ يَدْعُو إِلَى نَفسه وَيجْعَل لَهُ ولَايَة الْعرَاق فَأخْبرهُ مُصعب بِمَا فِيهِ وَقَالَ مثل هَذَا لَا يرغب عَنهُ فَقَالَ إِبْرَاهِيم مَا كنت لأتقلد الْغدر والخيانة وَلَقَد كتب عبد الْملك إِلَى أَصْحَابك كلهم مثل هَذَا فأطعني واقتلهم أَو احبسهم فِي أَبيض كسري فَأبى عَلَيْهِ مُصعب وأضمر أهل الْعرَاق الْغدر بمصعب وعذلهم قيس بن الْهَيْثَم ولامهم فِي طَاعَة أهل الشَّام فأعرضوا عَنهُ وَلما تدانى العسكران بعث عبد الْملك إِلَى مُصعب يَقُول تعال نجْعَل الْأَمر

<<  <  ج: ص:  >  >>