للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَاخْرُج مَعَه فَإنَّك غير ذام صحبته مَعَ يدك عِنْده قَالَ إِبْرَاهِيم فَخرجت مَعَ الْحجَّاج فأكرمني أَضْعَاف إكرامه الأول وَاسْتدلَّ النَّاس بذلك على مَكَارِم عبد الْملك وأخلاقه واعترافه بِالْحَقِّ وتيقظه فِي الْأُمُور ودهائه ثمَّ ولى عبد الْملك الْحجَّاج بن يُوسُف على الْكُوفَة وَالْبَصْرَة سنة خمس وَسبعين وَأرْسل إِلَيْهِ وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ يَأْمُرهُ بالمسيرة إِلَى الْعرَاق فَسَار على النجب فِي اثْنَي عشر رَاكِبًا حَتَّى قدم الْكُوفَة فِي شهر رَمَضَان وَقد كَانَ بشر بعث الْمُهلب إِلَى الْخَوَارِج فَدخل الْمَسْجِد وَصعد الْمِنْبَر وَقَالَ عَليّ بِالنَّاسِ وظنوه من بعض الْخَوَارِج فَهموا بِهِ حَتَّى تنَاول عُمَيْر بن ضابئ البرجمي الْحَصْبَاء وَأَرَادَ أَن يحصبه فَلَمَّا تكلم جعلت الْحَصْبَاء تسْقط من يَده وَهُوَ لَا يشْعر بهَا ثمَّ حضر النَّاس وخطب خطْبَة عَظِيمَة أحسنُ من أوردهَا الْمبرد فِي الْكَامِل تهدد فِيهَا أهل الْكُوفَة وتوعدهم على التَّخَلُّف عَن الْمُهلب ثمَّ نزل قلت هَذَا مَا أوردهُ الْمبرد فِي كَامِله فَقَالَ وَفِي سنة خمس وَسبعين حج بِالنَّاسِ عبد الْملك بن مَرْوَان وخطب على مِنْبَر رَسُول الله

وسير على إمرة الْعرَاق الْحجَّاج بن يُوسُف الثَّقَفِيّ فَسَار من الْمَدِينَة إِلَى الْكُوفَة فِي اثْنَي عشر رَاكِبًا بعد أَن وهب البشير بهَا ثَلَاثَة آلَاف دِينَار قَالَ الْوَلِيد بن مُسلم حَدثنِي عبيد الله بن يزِيد بن أبي مُسلم الثَّقَفِيّ عَن أَبِيه قَالَ كَانَ الْحجَّاج عَاملا لعبد الْملك على مَكَّة فَكتب إِلَيْهِ بِولَايَة الْعرَاق قَالَ فَخرجت مَعَه فِي نفر قليلين على النجائب فَلَمَّا كُنَّا بِمَاء قريب من الْكُوفَة نزل فاختضب وتهيأَ وَذَلِكَ يَوْم جُمُعَة ثمَّ رَاح معتماً قد ألْقى عذبة الْعِمَامَة بَين كَتفيهِ متقلدَاً سَيْفه متنكباً قوسه حَتَّى نزل عِنْد دَار الْإِمَامَة عِنْد مَسْجِد الْكُوفَة وَقد أذن الْمُؤَذّن بِالْأَذَانِ الأول فَخرج عَلَيْهِم وهم لَا يعلمُونَ فجمَع بهم ثمَّ صعد الْمِنْبَر فَجَلَسَ عَلَيْهِ فَسكت وَقد اشرأبوا إِلَيْهِ وجثوا على الركب وتناولوا الْحَصْبَاء ليحصبوه بهَا وَقد كَانُوا حصبوا عَاملا قبله فَخرج عَلَيْهِم فَسكت سكتة أبهتتهم وأحبوا أَن يسمعوا كَلَامه فَكَانَ بَدْء كَلَامه أَن قَالَ يَا أهل الْعرَاق يَا أهل الشقاق يَا أهل النِّفَاق وَالله إِن كَانَ أَمركُم ليهمني قبل

<<  <  ج: ص:  >  >>