للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَأَصْحَابه حَتَّى قتلوا هَكَذَا حَدِيث أهل الْبَصْرَة وَأما أهل الْكُوفَة فَذكرُوا أَنهم لما نهضوا إِلَى الْخَوَارِج اشْتَدَّ الْقِتَال بَينهم وَمَال الْخَوَارِج على الْمُهلب واضطروه لى مُعَسْكَره وأمده عبد الرَّحْمَن بِالْخَيْلِ وَالرِّجَال وَلما رأى الْخَوَارِج مدده تركُوا من شغل الْمُهلب وقصدوا عبد الرَّحْمَن فقاتلوه وانكشف عَنهُ النَّاس وصبر فِي سبعين من قومه فَقَاتلُوا إليآخر اللَّيْل وَقتلُوا عَن آخِرهم وَبعث الْحجَّاج على عَسْكَر ابْن مخنف من أهل الْكُوفَة عتاب بن وَرْقَاء وَأمره أَن يسمع للمهلب فثقل ذَلِك عَلَيْهِ فَلم تحسن بَينهمَا الْعشْرَة وَكَانَ رترادان فِي الْكَلَام وَرُبمَا أغْلظ لَهُ الْمُهلب وَأرْسل عتاب إِلَى الْحجَّاج يسْأَله الْعود وَكَانَ خرق الْخَوَارِج وشبيب وَقد اتَّسع عَلَيْهِ فصادف مِنْهُ ذَلِك موقعَاً واستقدمه وَأمره أَن يتْرك الْعَسْكَر مَعَ الْمُهلب فولى عَلَيْهِم الْمُهلب ابْنه حبيباً وَأقَام يقاتلهم بنيسابور نَحوا من سنة وتحركت الْخَوَارِج على الْحجَّاج من سنة سِتّ وَسبعين إِلَى سنة ثَمَان وشغل بِحَرْبِهِمْ وَأول من خرج مِنْهُم صَالح بن مسرح من بني تَمِيم بعث إِلَيْهِ العساكر فَقتل فَوَلوا عَلَيْهِم شبيبا وَبعث وَأتبعهُ كثير من بني شَيبَان إِلَيْهِم الحجاجُ العساكر مَعَ الْحَارِث بن عميرَة ثمَّ مَعَ سُفْيَان الْخَثْعَمِي ثمَّ الْحِرْز بن سعيد فهزموهم وَأَقْبل شبيب إِلَى الْكُوفَة فجار بِهِ الْحجَّاج وَامْتنع عَلَيْهِ ثمَّ سرح عَلَيْهِ العساكر وَبعث فِي أَثَرهم عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الْأَشْعَث فهزموهم ثمَّ بعث عتاب بن وَرْقَاء وَقتل مِنْهُم جمَاعَة كَمَا نذْكر ذَلِك كُله ي أخبارهم وف سنة سِتّ وَسبعين خرج صَالح بن مسرح التَّمِيمِي وَكَانَ صَالحا ناسكاً مخبتاً وَكَانَ بدارا والموصل وَله أَصْحَاب يُقْرِئهُمْ ويفقههم ويقص عَلَيْهِم وَلكنه يحط على الخليفتين عُثْمَان وَعلي كدأب الْخَوَارِج ويتبرأ مِنْهُمَا وَيَقُول تيسروا رحمكم الله لجهاد هَذِه الْأَحْزَاب المتحزبة وللخروج من دَار الفناء إِلَى دَار الْبَقَاء وَلَا تجزعوا من الْقَتْل فِي الله فَإِن الْقَتْل أيسر من الْمَوْت وَالْمَوْت نَازل بكم لم يلبث أَن أَتَاهُ كتاب شبيب بن يزِيد من الْكُوفَة فِيهِ أما بعد فَإنَّك شيخ

<<  <  ج: ص:  >  >>