للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَوْله تهت فِي حيرة وحرت فِي سكرة ادلأَم بِي خَطَرُهَا وأهاب بِي داعيها فَأَجَابَنِي غاويها فاقطوطيت إِلَى الضَّلَالَة وتسكعت فِي الظلمَة والجهالة جائراً عَن الْحق قَائِلا بِغَيْر الصدْق فَهَذَا مقَام العائذ ومنطق التائب اللائذ ومصير الْهِدَايَة بعد الْعمي يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ كم من عاثر أقَلتُم عثرته ومجترم عفوتم عَن جرمه إِلَى آخر مَا قَالَ فَقَالَ هِشَام وَيحك من سَن لَك الغواية وأهاب بك فِي الغيابة فَقَالَ الْكُمَيْت الَّذِي أخرج أبي من الْجنَّة فَنَسِي وَلم يجد لَهُ عزماً وَهُوَ مترصد لِبَنِيهِ فَعَفَا عَنهُ هِشَام وَفِي ربيع الْأَبْرَار تنْسب إِلَى الفرزدق مكرمَة يُرجَى لَهُ بهَا الْجنَّة هِيَ أَنه لما حج هِشَام بن عبد الْملك فِي أَيَّام أَبِيه مدحه الفرزدق فَلَمَّا طَاف بِالْبَيْتِ جهد أَن يصل إِلَى الْحجر الْأسود ليستلمه فَلم يقدر على ذَلِك لِكَثْرَة الزحام فنصب لَهُ كرْسِي وَجلسَ عَلَيْهِ ينظر إِلَى النَّاس وَمَعَهُ جمَاعَة من أَعْيَان أهل الشَّام فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِك إِذْ أقبل زين العابدين بن عَليّ بن الْحُسَيْن وَكَانَ من أجمل النَّاس وَجها وأطيبهم أرجاً وَبَين عَيْنَيْهِ سَجْدَة فَلَمَّا انْتهى إِلَى الْحجر تنحى عَنهُ النَّاس هَيْبَة وإجلالاً حَتَّى اسْتَلم الْحجر فغاظ ذَلِك هشاماً فَقَالَ لَهُ رجل من أهل الشَّام من هَذَا الَّذِي هابه النَّاس هَذِه الهيبة فَقَالَ هِشَام لَا أعرفهُ مَخَافَة أَن يرغَبَ فِيهِ أهل الشَّام وَكَانَ الفرزدق حَاضرا فَقَالَ أَنا أعرفهُ فَقَالَ الشَّامي من هُوَ يَا أَبَا فراس قَالَ // (من الْبَسِيط) //

(هَذَا ابْنُ خَيْرِ عِبادِ اللَّهِ كُلِّهِمُ ... هَذا التَّقِيُّ النَّقِيُّ الطَّاهرُ العَلَمُ)

(هَذَا الَّذِي تَعْرِفُ البطحَاءُ وَطْأَتَهُ ... والبيتُ يَعْرِفُهُ والرُّكْنُ والحَرَمُ)

(إِذا رَأَتْهُ قريشٌ قَالَ قائلُهَا ... إِلَى مكارِمِ هَذَا ينْتَهِي الكَرَمُ)

(يَنْمِي إِلَى ذِرْوةِ العزِّ الَّتِي قَصُرَتْ ... عَنْ نيْلِها عَرَبُ الإسلامِ والعَجَمُ)

(يكادُ يُمْسِكُهُ عرفانَ راحتَهِ ... رُكْنُ الحَطِيمِ إِذا مَا جَاءَ يسْتَلِمُ)

(فِي كَفِّهِ خَيْزُرَانٌ ريحُهُ عبقٌ ... مِنْ كَفِّ أرْوَعَ فِي عِرْنينه شمَمُ)

(يُغَضِي حَيَاء ويُغْضَي مِنْ مَهَابَتِهِ ... فَمَا يُكَلَّمُ إلَاّ حينَ يَبْتَسِمُ)

<<  <  ج: ص:  >  >>