للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(لَا يَسْلَمُ الشَّرَفُ الرفيعُ مِنَ الأذَى ... حَتَّى يُرَاقَ عَلَى جَوَانِبِهِ الدَّمُ)

ذكر ابْن الْأَثِير أَن أَبَا جَعْفَر الْمَنْصُور لما أمره أَخُوهُ السفاح بحصار ابْن هُبَيْرَة أحد الناقضين عَلَيْهِ حاصره بواسط وَكَانَ ابْن هُبَيْرَة خَنْدَق على نَفسه فَقَالَ أَبُو جَعْفَر إِن ابْن هُبَيْرَة يخندق على نَفسه كالنساء فَبلغ ذَلِك ابْن هُبَيْرَة فَأرْسل إِلَى أبي جَعْفَر يَقُول أَنْت الَّذِي تَقول كَذَا وَكَذَا فابرز إِلَيّ لترى فَأرْسل إِلَيْهِ الْمَنْصُور لم أجد لي وَلَك مثل فِي ذَلِك إِلَّا كالأسدِ لَقِي خنزيراً فَقَالَ لَهُ الْخِنْزِير بارزني فَقَالَ لَهُ الْأسد مَا أَنْت لي بكفء فَإِن بارزتك ونالني مِنْك سوء كَانَ عارا عَليّ وَإِن قَتلك قتلت خِنْزِير فَلم أحصل على حمد وَلَا فِي قَتْلِي إياك فَخر فَقَالَ لَهُ الْخِنْزِير إِن لم تبارزني لأُعرفن السبَاع أَنَّك جبنت عني فَقَالَ لَهُ الْأسد احْتِمَال عَار كَذبك أيسر من تلطخ براثني بدمك قَالَ الْحَافِظ الذَّهَبِيّ فِي دوَل الْإِسْلَام لما صلى السفاح بِالنَّاسِ أول جُمُعَة خطب فَقَالَ فِي خطبَته الْحَمد لله الَّذِي اصْطفى الْإِسْلَام لنَفسِهِ فكرمه وشرفه وعظمه وَاخْتَارَهُ لنا وأيده بِنَا وَجَعَلنَا أَهله وكهفه وحصنه والقوام بِهِ والذابين عَنهُ ثمَّ ذكر قرابتهم فِي آيَات الْقُرْآن إِلَى أَن قَالَ فَلَمَّا قبض الله نبيه قَامَ بِالْأَمر أَصْحَابه إِلَى أَن وثب بَنو حَرْب ومروان فجاروا واستأثروا فأملى الله لَهُم حينا حَتَّى آسفوه فانتقم مِنْهُم بِأَيْدِينَا ورد علينا حَقنا ليمن بِنَا على الَّذين استضعفوا فِي الأَرْض وَختم بِنَا كَمَا افْتتح بِنَا وَمَا توفيقنا أهل الْبَيْت إِلَّا بِاللَّه يَا أهل الْكُوفَة أَنْتُم مَحل محبتنا ومنزل مودتنا لم تفتروا عَن ذَلِك وَلم يثنيكم عَنهُ تحامل أهل الْجور فَأنْتم أسعد النَّاس بِنَا وَأكْرمهمْ علينا وَلَقَد زِدْت فِي عطياتكم مائَة مائَة

<<  <  ج: ص:  >  >>