للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلما قرب أَبُو مُسلم أَمر الْوَزير أَبُو أَيُّوب النَّاس بتلقيه ثمَّ دخل على الْمَنْصُور فَقبل يَده ثمَّ انْصَرف ليريح ليلته ودعا الْمَنْصُور من الْغَد حَاجِبه عُثْمَان بن نهيك وَأَرْبَعَة من الحرس مِنْهُم شبيب بن واج وَأَبُو حنيفَة حَرْب بن قيس وأجلسهم خلف الرواق وَأمرهمْ بقتل أبي مُسلم إِذا صفق بيدَيْهِ واستدعى أَبَا مُسلم فَلَمَّا دخل سَأَلَهُ عَن سيفين أصابهما لِعَمِّهِ عبد الله بن عَليّ وَكَانَ أَبُو مُسلم مُتَقَلِّدًا أَحدهمَا فَقَالَ أَبُو مُسلم هَذَا أَحدهمَا فَقَالَ الْمَنْصُور أرنيه فانتضاه أَبُو مُسلم وناوله إِيَّاه فَأخذ يقلبه بِيَدِهِ ويهزه ثمَّ وَضعه تَحت فرَاشه وَأَقْبل يعاتبه فَقَالَ كتبتَ إِلَى السفاح تنهاه عَن الْموَات كَأَنَّك تعلمه فَقَالَ أَبُو مُسلم ظَنَنْت أَنه لَا يحل ثمَّ اقتديتُ بِكِتَاب السفاحِ وعلمتُ أَنكُمْ مَعْدن الْعلم قَالَ فتقدمك عني بطرِيق مَكَّة فَقَالَ كرهت مزاحمتك على المَاء قَالَ فامتناعُكَ عَن الرُّجُوع إِلَيّ حِين بلغك موت السفاح وامتناعك عَن الْإِقَامَة حَتَّى ألحقك قلت قد تقدَم أَن أَبَا مُسلم حَال عودهما من الْحَج كَانَ مُتَقَدما على الْمَنْصُور فَبَلغهُ خبر موت السفاح قبله وَلم يرجع إِلَى الْمَنْصُور للتعزية والتهنئة لَهُ بالخلافة وَلم يقمْ فِي مَكَانَهُ إِلَى أَن يصل إِلَيْهِ الْمَنْصُور بل استمرَّ سائراً حَتَّى دخل الْكُوفَة قبله فَلذَلِك يؤنبه بذلك فَقَالَ أَبُو مُسلم طلبت الرِّفْق بِالنَّاسِ والمبادرة إِلَى الْكُوفَة قَالَ فجارية عمي عبد الله أردتَ أَن تتخذها لنَفسك قَالَ لَا وَإِنَّمَا وكلْتُ بهَا من يحفظها قَالَ فمراغمتك وسيرك إِلَى خُرَاسَان قَالَ خفت مِنْك فَقلت آتِي خُرَاسَان وأكتُبُ بعذري فَأذْهب مَا فِي نَفسك مني قَالَ فَالْمَال الَّذِي جمعته بحران قَالَ أنفقته على الْجند تَقْوِيَة لكم قَالَ أَلَسْت الْكَاتِب إليَّ تبدأُ بِنَفْسِك وتخطب آمِنَة بنت عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس وتزعم أَنَّك من ذُرِّيَّة سليط بن عبد الله بن عَبَّاس لقد ارتقيت لَا أُمَ لَك مرتقى صعبَاً ثمَّ قَالَ لَهُ وَمَا الَّذِي دعَاك إِلَى قتل سُلَيْمَان بن كثير مَعَ أَثَره فِي دَعوتنَا وَهُوَ أحد نقبائنا من قبل أَن ندخلك فِي هَذَا الْأَمر قَالَ أَرَادَ الْخلَافَة فَقتلته ثمَّ قَالَ أَبُو مُسلم كَيفَ يُقَال لي هَذَا بعد بلائي وَمَا كَانَ مني قَالَ يَا ابْن الخبيثة لَو كَانَت أَمَة مَكَانك لأغْنَتْ إِنَّمَا ذَاك بدولتنا وريحنا فأكب أَبُو مُسلم قبل يَدي الْمَنْصُور وَيعْتَذر فازداد الْمَنْصُور

<<  <  ج: ص:  >  >>