للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الضّيق والضنك فَصَارَ إِلَى قصر الْقَرار فطلبني فَأتيت فَقَالَ مَا ترى طيب هَذِه اللَّيْلَة وَحسن الْقَمَر وضوءه فِي المَاء فَهَل لَك فِي الشَّرَاب قلت شَأْنك فَدَعَا برطل من نَبِيذ فشربه ثمَّ سقيت مثله فابتدأت أغنيه من غير أَن يسألني لعلمي بِسوء خلقه فغنيت فَقَالَ مَا تَقول فِيمَن يضْرب عَلَيْك فَقلت مَا أحوجني إِلَى ذَلِك فَدَعَا بِجَارِيَة وَكَانَ اسْمهَا ضعف فتطيرتُ من اسْمهَا ثمَّ غنت الْجَارِيَة بِشعر النَّابِغَة الْجَعْدِي // (من الطَّوِيل) //

(كلبيبٌ لعمرِي كَانَ أكثَرَ ناصراً ... وأيْسر ذَنبا مِنْك ضُرِّجَ بالدَّمِ)

فتطير الْأمين من ذَلِك وَقَالَ لَهَا غَنِي غير هَذَا فغنت // (من الْبَسِيط) //

(أبكِي فراقَهُمُ عَيْني فأرَّقها ... إنَّ التفرُّقَ للأحبابِ بَكَّاءُ)

(مَا زَالَ يَعْدُو عليهِمْ رَيْبُ دهرِهِمُ ... حَتَّى تفَانَوا ورَيْبُ الدَّهرِ عَدَّاءُ)

(فاليومَ أبكيهمُ جَهْدِي وأندبُهُمْ ... حَتَّى أءوب وَمَا فِي مُقْلَتي ماءُ)

فَقَالَ لعنك الله أما تعرفين غير هَذَا فَقَالَت ظَنَنْت أَنَّك تحبه ثمَّ غنت // (من المنسرح) //

(أما وربِّ السكونِ والحرك ... ِ إنَّ المنايا كثيرةُ الشَّرَك)

(مَا اختلَفَ الليلُ والنهارَ وَلَا ... دارَتْ نجومُ السماءِ فِي الفلَكِ)

(إِلَّا لنقلِ السلطانِ من ملكٍ ... قد زالَ سلطانُهُ إِلَى مَلِكِ)

(ومُلْكُ ذِي العرشِ دائمٌ أبدا ... لَيْسَ بفانٍ وَلَا بمُشْتَرَكِ)

فَقَالَ لَهَا قومِي لعنك الله فَقَامَتْ فَعَثَرَتْ فِي قدح بلور لَهُ قيمَة فَكَسرته فَقَالَ وَيحك يَا إِبْرَاهِيم أما ترى وَالله مَا أَظن أَمْرِي إِلَّا قد قرب فَقلت بلَى يُطِيل الله عمرك ويعز ملكك فَسمِعت صَوتا من دجلة {قُضي اَلأمرُ الَّذِي فِيهِ تستفتيان} يُوسُف ٤١ فَوَثَبَ مُحَمَّد مُغَتَماً وَرجع إِلَى مَوْضِعه بِالْمَدِينَةِ فَقتل بعد لَيْلَة أَو لَيْلَتَيْنِ وَذكر المَسْعُودِيّ أَن إِبْرَاهِيم الْمهْدي قَالَ اسْتَأْذَنت على الْأمين وَهُوَ فِي شدَّة الْحصار فَإِذا هُوَ وَاضع رجله بالشباك وَكَانَ فِي الْقصر بركَة عَظِيمَة يدْخل من

<<  <  ج: ص:  >  >>