للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْحَرْب وَأهْدى إِلَيْهِ رجل حمارا أَشهب وَكَانَ يركبه وَبِه لقب وَكَانَ يلبس جُبَّة صوف قَصِيرَة ضيقَة الكمين وَهُوَ أَبُو يزِيد بن مخلد بن كيداد وَكَانَ جده كيداد من أهل قسطيلية من بلد توزر وَكَانَ يخْتَلف إِلَى بِلَاد السودَان بِالتِّجَارَة وَبهَا ولد وَلَده أَبُو يزِيد الْمَذْكُور ثمَّ أَمر أَن ينحت فِي الْجَبَل دَار لإنشاء السفن تسع مائَة سفين ويخبأ فِي أرْضهَا أهراء الطَّعَام ومصانع اللمياه وَبنى فِيهَا الْقُصُور والدور فكملت سنة سِتّ وثلاثمائة فَلَمَّا فرغ مِنْهَا قَالَ الْيَوْم أمنت على الفواطم ثمَّ جهز ابْنه أَبَا الْقَاسِم بالعساكر إِلَى مصر مرّة ثَانِيَة سنة سبع وثلاثمائة فَملك الْإسْكَنْدَريَّة ثمَّ سَار وَملك الجيزة والأشمونين وَكَثِيرًا من الصَّعِيد وَكتب إِلَى أهل مَكَّة بِطَلَب الطَّاعَة فَلم يُجِيبُوهُ إِلَيْهَا وَبعث المقتدر مؤنساً الْخَادِم فِي العساكر فَكَانَت بَينه وَبَين أبي الْقَاسِم عدَّة وقعات ظهر فِيهَا مؤنس وَأصَاب عَسْكَر أبي الْقَاسِم الْجهد من الغلاء والوباء فَرجع إِلَى إفريقية وَكَانَت مراكبهم قد وصلت من المهدية إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فِي ثَمَانِينَ أسطولَا مددَاً لأبي الْقَاسِم ثمَّ توفّي عبيد الله الْمهْدي فِي ربيع سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وثلاثمائة وَولي بعده ابْنه أَبُو الْقَاسِم مُحَمَّد وَيُقَال نزار ولقب الْقَائِم بِأَمْر الله فَعظم حزنه على أَبِيه حَتَّى يُقَال إِنَّه لم يركب سَائِر أَيَّامه إِلَّا مرَّتَيْنِ وَكثر الثوار عَلَيْهِ فِي النواحي فسير إِلَيْهِم وَأَخذهم واستباح أَمْوَالهم وديارهم وحاصر الأدارسة مُلُوك الرِّيف وَدخل الْمغرب وحاصر فاس واستنزل عاملها أَحْمد بن بكر ثمَّ بعث عسكراً إِلَى مصر مَعَ خادمه زيران فملكوا الْإسْكَنْدَريَّة فَجَاءَت عَسَاكِر الإخشيد من مصر فأزعجوهم عَنْهَا فَرَجَعُوا إِلَى الْمغرب ثمَّ توفّي الْقَائِم أَبُو الْقَاسِم مُحَمَّد بن عبيد الله الْمهْدي صَاحب إفريقية بعد أَن عهد إِلَى وَلَده إِسْمَاعِيل وَذَلِكَ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة فَقَامَ بعده وَلَده إِسْمَاعِيل وَذَلِكَ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة فَقَامَ بعده وَلَده إِسْمَاعِيل بعهده إِلَيْهِ وتلقب بالمنصور هَذَا مَا ذكره ابْن خلدون ثمَّ اسْتمرّ فِي ذكر تعدادهم وَاحِدًا بعد وَاحِد إِلَى آخِرهم العاضد لدين الله وَأما غير مَا ذكره ابْن خلدون فِي شَأْنهمْ فَقَالَ بِهِ جماعات كَثِيرُونَ مِنْهُم الإِمَام الْحَافِظ الذَّهَبِيّ فِي تَارِيخه دوَل الْإِسْلَام وَنَصه اعْلَم أَن مبدأ أَمرهم ومنشأ خبرهم أَن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله القداح لِأَنَّهُ كَانَ يعالج الْعُيُون

<<  <  ج: ص:  >  >>