للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَأَرْبَعين أَو تسع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة بعد خلع شَجَرَة الدّرّ نَفسهَا وَأجْمع على سلطنته الْأُمَرَاء من غير كره وَركب بشعار السلطنة وحملت الغاشية بَين يَدَيْهِ وَتمّ أمره ثمَّ إِن المماليك الصالحية اتَّفقُوا على وَاحِد من بني أَيُّوب وَهُوَ مُوسَى وسلطنوه واجتمعوا عَلَيْهِ وَكَانَ الْقَائِم بِهَذَا الْأَمر فَارس الدّين أقطاي الجمداري وبيبرس البندقداري وبلباي الرَّشِيدِيّ وسنقر الرُّومِي فأقاموا مظفر الدّين مُوسَى بن النَّاصِر يُوسُف ابْن الْملك المَسْعُودِيّ بن الْكَامِل بن الْعَادِل ولقبوه الْملك الْأَشْرَف وَكَانَ عِنْد عماته فأحضروه وَكَانَ عمره إِذْ ذَاك نَحْو عشر سِنِين وَلم يعْزل الْمعز عَن السلطنة بل كَانَ أتابك العساكر وخطب لَهما على المنابر مَعًا وَكَانَت هَذِه الْحَرَكَة بعد سلطنته بِخَمْسَة أَيَّام كَمَا تقدم ذكر ذَلِك وَاسْتمرّ شَرِيكا للصَّبِيّ إِلَى أَن مهد أُمُوره وقويت شوكته وَصفا لَهُ الْوَقْت فعزل الصَّبِي واستقل بعد أُمُور حصلت ووقائع إِلَى أَن قتلته زَوجته شَجَرَة الدّرّ لما بلغَهَا أَنه يُرِيد التَّزَوُّج عَلَيْهَا فواطأت على قَتله جمَاعَة من المماليك ثمَّ قَتلتهمْ جَمِيعًا وَكَانَ قَتلهَا لَهُ يَوْم الثُّلَاثَاء عشر ربيع الأول سنة خمس وَخمسين وسِتمِائَة

(ثمَّ تولى ابْنه الْملك الْمَنْصُور نور الدّين عَليّ)

تسلطن وَجلسَ على تخت الْملك وعمره خمس عشرَة سنة ووزر لَهُ وَزِير أَبِيه شرف الفائزي وَقَامَ بتدبير ملكه الْآمِر علم الدّين سنجر الْحلَبِي فَحَدَّثته نَفسه بالوثوب على الْآمِر فَقبض عَلَيْهِ الْأَمِير فطز المعزي الأيبكي وَوَقع فِي أَيَّامه حروب كَثِيرَة مَعَ المماليك الصالحية ثمَّ قدم فِي أَيَّامه هولاكو ملك التتار إِلَى بَغْدَاد وَقتل الْخَلِيفَة المستعصم ثمَّ ملك هولاكو حلب وَالشَّام وَقصد مصر فَلَمَّا بلغ الْأَمِير قطز ذَلِك كَانَ قد استفحل أمره فِي الديار المصرية كَلمُوهُ فِي السلطنة وَالْقِيَام بملاقاة التتار فَجمع الْقُضَاة وأعيان الدولة فأجمع رَأْي الْجَمِيع على خلع الْملك الْمَنْصُور من السلطنة لصِغَر سنه لعدم دَفعه لِلْعَدو المخذول فَخلع وتسلطن قطز وَبَقِي الْملك

<<  <  ج: ص:  >  >>