للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابْن الْعَطَّار الشَّاعِر من الْبَسِيط

(هِلَالُ شَعْبَانَ جَهْراً لَاحَ فِي صَفَرِ ... بالنَّصْرِ حَتَى أَرَى عِيدًا لشَعْبَانِ)

(وأَهْلُ كَبْشٍ كَأَهْلِ الفِيلِ قَدْ أُخِذُوا ... رَجْمًا ومَا انْتَطَحَتْ فِي الكَبْشِ عنزانِ)

وَاسْتمرّ شعْبَان عَظِيم الشَّوْكَة إِلَى أَن توجه لِلْحَجِّ سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة وَأقَام جمَاعَة فِي تَدْبِير المملكة فَاخْتَلَفُوا عَلَيْهِ وخلعوه فِي غيبته وسلطنوا وَلَده عليا وَزَعَمُوا أَن شعْبَان بِالْعقبَةِ وصادف قَوْلهم هَذَا أَن الْأُمَرَاء الَّذين مَعَه خَرجُوا عَلَيْهِ بعقبة أَيْلَة وَانْهَزَمَ مَعَهم وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة واختفى فِي تربة عِنْد قبَّة النَّصْر فَبلغ الْأُمَرَاء الَّذين عصوه فأمسكوا غُلَاما كَانَ مَعَه وضربوه فَأقر فتوجهوا إِلَيْهِ وقتلوه وَقتلُوا من مَعَه من الْأُمَرَاء وَكَانَ قَتله لَيْلَة الثُّلَاثَاء خَامِس ذِي الْقعدَة سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة قلت وَمن خيراته بِنَاء مَنَارَة الْحَزْوَرَة كَمَا ذكره القطب وَغَيره والعمود المنقور عَلَيْهِ اسْمه كَانَ قَرِيبا مِنْهَا فَلَمَّا وَقع الْحَرِيق بِالْمَسْجِدِ وَعمر ذَلِك الْجَانِب فرج بن برقوق ثَانِي مُلُوك الشراكسة نقل لَا عَن قصد وَوضع تَحت مَنَارَة بَاب بني سهم الْمَعْرُوف بِبَاب الْعمرَة فيظن الرَّائِي ذَلِك التَّارِيخ فِي العمود أَن الْإِشَارَة فِيهِ إِلَيْهَا لقرب مَكَانَهُ مِنْهَا وانما هُوَ لمنارة الْحَزْوَرَة وَهِي مؤرخة بعام اثْنَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة وَفِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة أحدثت الْعَلامَة الشطفة الخضراء على عمائم الشرفاء ليتميزوا بهَا وَكَانَ ذَلِك بِأَمْر هَذَا السُّلْطَان شعْبَان بن حسن بن النَّاصِر مُحَمَّد ابْن قلاوون الْمَذْكُور فَقَالَ فِي ذَلِك الْعَلامَة أَبُو عبد الله بن جَابر الضَّرِير النَّحْوِيّ صَاحب شرح الألفية الْمَشْهُور بالأعمى والبصير رَحمَه الله تعال من الْكَامِل

(جَعَلوا لأَبْنَاءِ النَّبِيِّ عَلَامَةً ... إنَّ العَلَامَةَ شَأْنُ مَنْ لَمْ يشْهَر)

(نُورُ النُّبُوَّةِ فِي كَرِيم وُجُوهِهِمْ ... يُعْنِي الشًّرِيفَ عَنِ الطِّرَازِ الأَخْضَرِ)

وَفِي هَذِه السّنة كَانَ ابْتِدَاء خُرُوج الطاغية تيمورلنك الَّذِي خرب الْبِلَاد وأباد الْعباد فَكَانَ تَارِيخ خُرُوجه عَذَاب وَذَلِكَ سنة ٧٧٣ وَاسْتمرّ يعثو فِي الأَرْض بِالْفَسَادِ إِلَى أَن أهلكه الله فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سَابِع عشر شعْبَان سنة سبع وَثَمَانمِائَة

<<  <  ج: ص:  >  >>