للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَهُم سماحة وحماسة وصداقة لمن صادقوه وَكَانَت أرزاق مصر بِأَيْدِيهِم وَأهل مصر تتلاعب بهم فِيمَا بيدهم من الأرزاق ثمَّ لما تسلطن برقوق اسْتمرّ سُلْطَانا وَأَنْشَأَ الْمدرسَة الَّتِي بِمصْر بَين القصرين كَانَ مشد عمارتها شركس الخليلي فَقيل فِي ذَلِك الْعَمَل من الْبَسِيط

(قَدْ أَنْشَأَ الظَّاهِرُ السُّلْطَان مَدْرَسَةً ... فَاقَتْ عَلَى إِرَم فِي سُرْعَةِ العَمَلِ)

(يَكْفِي الخَلِيلَ بِأَنْ جَاءَتْ لخدْمَته ... صمُّ الجِبَالِ لَها تَمشي عَلَى عَجَلِ)

فَأَقَامَ سُلْطَانا إِلَى أَن اخْتلف عَلَيْهِ الْأُمَرَاء فَخرج عَلَيْهِ تمربغا الأفضلي ويلبغا الْعمريّ فجهَّز عَلَيْهِمَا عَسَاكِر فَكسر وقوى أَمرهمَا وملكا مصر فَإِن برقوقاً عجز عَن النهوض وَقبض عَلَيْهِ فَأخْرج حاجي من دور القلعة وأعيد إِلَى السلطنة وَحبس برقوق بالكرك ثمَّ تسحب من الْحَبْس وَجمع الجيوش وَقَاتل وَغلب على المملكة وأعيد إِلَى السلطنة وَصَارَ يتتبع أعداءه وَمن خرج عَلَيْهِ وَيقدم من وَافقه وحالفه إِلَى أَن اصطفاهم وَمَا صفا لَهُ الزَّمَان وَظن أَنه آمن وَأَيْنَ الْأمان وبرق برق الزيال على برقوق وَشَاهد الِانْفِصَال فعهد بالسلطنة إِلَى وَلَده النَّاصِر فرج وَتُوفِّي إِلَى رَحْمَة الله تَعَالَى لَيْلَة الْجُمُعَة وَقت التَّسْبِيح منتصف شَوَّال سنة وَاحِد وَثَمَانمِائَة وَفِي ذَلِك يَقُول أَحْمد الْمقري رَحمَه الله تعال من الطَّوِيل

(مَضَى الظَّاهِرُ السُّلْطَانُ أَكْرَمُ مَالِكٍ ... إِلَى رَبِّهِ يَرْقَى إِلَى الخُلْدِ فِي الدَّرَجْ)

(وقَالُوا سَتَأْتِي شِدَّةٌ بَعْدَ مَوْتِهِ ... فَأَكْذَبَهُمْ رَبِّي وَمَا جَا سِوى فَرَجْ)

وَخلف برقوق من الذَّهَب الْعين ألفي ألف دِينَار وَأَرْبَعمِائَة ألف دِينَار وَمن الْخَيل المسومة وَالْبِغَال الفارهة سِتَّة آلَاف وَمن الْجمال خَمْسَة آلَاف وَكَانَ عليق دوابه كل شهر أحد عشر ألف أردب شعير وفول وَكَانَت مُدَّة تصرفه سِتّ عشرَة سنة وَأَرْبَعَة أشهر

<<  <  ج: ص:  >  >>