للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كتاب لَا يعرف مَعْنَاهُ فَعَاد إِلَى دون مَا كَانَ عَلَيْهِ من الْبسط قَالَ وَلما كَانَ آخر شهر ربيع الْمَذْكُور طلبني ورفيقي القَاضِي شرف الدّين وَأعَاد السُّؤَال عَن عَليّ وَمُعَاوِيَة فَقلت لَا شكّ أَن الْحق كَانَ مَعَ عَليّ فِي نوبَته وَلَيْسَ مُعَاوِيَة من الْخُلَفَاء فَإِنَّهُ صَحَّ عَن رَسُول الله

أَنه قَالَ الْخلَافَة بعدِي ثَلَاثُونَ سنة وَقد تمت بعلي وَابْنه الْحسن فَقَالَ تيمور لنك قُل عَلِي عَلَى الْحق وَمُعَاوِيَة ظَالِم فَقلت قَالَ صَاحب الْهِدَايَة يجوز تقلد الْقَضَاء من وُلَاة الْجور فَإِن كثيرا من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ تقلدوا الْقَضَاء من مُعَاوِيَة وَكَانَ الْحق مَعَ عَليّ فِي نوبَته فأنس لذَلِك انْتهى من الْكتاب الْمَذْكُور مُلَخصا قلت فِي قَوْله فِي نوبَته احْتِرَاز لطيف عَن نِسْبَة التَّعَدِّي إِلَى الصّديق وتالييه كَمَا هُوَ مَذْهَبنَا معشر أهل السّنة وَالْجَمَاعَة وَمَرَّتْ على تيمور وَلم يفْطن لذَلِك وَفِي رِوَايَة لما استولى على كثير من قلاع النَّصَارَى هرب بعض وزرائه وَحلق لحيته وحواجبه وَصَارَ فِي صُورَة قلندري وَوصل مَعَه جمَاعَة إِلَى تيمور وَشَكوا من السُّلْطَان يلدرم وحسنوا لَهُ الْوُصُول إِلَى بِلَاد الرّوم فوصل إِلَى الْبِلَاد الشامية والحلبية وَقتل من بهَا وَأسر وَنهب وَاسْتمرّ إِلَى أَن وصل أذربيجان وَخرج إِلَيْهِ السُّلْطَان فغدر بِهِ العساكر وذهبوا إِلَى تيمور ووثب هُوَ ومَن بَقِي مَعَه وَقتل وَلَده السُّلْطَان مصطفى وَاسْتمرّ يُقَاتل إِلَى أَن وصل بِسَيْفِهِ إِلَى تيمور فَألْقى عَلَيْهِ بِسَاط فَأمْسك وَتُوفِّي كَمَا تقدم ذكر ذَلِك

(ثمَّ تولى السُّلْطَان مُحَمَّد ابْن السُّلْطَان يلدرم)

وَاسْتقر فِي السلطنة سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة وَكَانَت مدَّته تسع سِنِين وافتتح عدَّة من الْحُصُون مِنْهَا بَلْدَة اسكب وآق شهر وَغَيرهمَا وَكَانَ شجاعاً مقداماً مُجَاهدًا فِي سَبِيل الله تَعَالَى وَله خيرات مُتعَدِّدَة مِنْهَا ب برسا جَامع عَظِيم ومدرسة علمية وتربة سلطانية وَمِنْهَا بِولَايَة مرزفون جدد وَأَنْشَأَ جامعين وحمامين وأوقافاً عديدة كَثِيرَة الْغلَّة وَقفهَا وَشرط أَن تحمل غَلَّتهَا إِلَى الْحَرَمَيْنِ الشريفين

<<  <  ج: ص:  >  >>