للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العناد فَاسْتَبْشَرَ بذلك كل مُسلم وَصَارَ فَرحا مَسْرُورا فَوَقع قدر الله وَكَانَ أَمر الله قدرا مَقْدُورًا فَرجع وزيرنا الْمشَار إِلَيْهِ فَوجدَ طَائِفَة من اللوند قد تملكوا زبيد من المملكة اليمنية وَحصل مِنْهُم غَايَة المشاق بأذى الرّعية وَزَاد ظلمهم على الْعباد والبلاد وَعم ضررهم كل حَاضر وباد فتتبع آثَارهم وَقطع دابرهم واستنقذ الرعايا من أَيْديهم وَصَارَت مملكة زبيد من ممالكنا الشَّرِيفَة وَعَاد إِلَى أعتابنا المنيفة وأبرز من يَدَيْهِ مكتوبكم ومكتوب والدكم يتَضَمَّن الْإِخْلَاص لطاعة سلطاننا وأنهما صَارا من أتباعنا اللائذين بأعتابنا وبموجب ذَلِك حصل عندنَا لكم زِيَادَة الْمحبَّة الصادقة وَحسن الْمَوَدَّة وتحققنا مَا كَانَ يبلغنَا عَنهُ على أَلْسِنَة النَّاس السفار المتمرددين على أعتابنا الشَّرِيفَة من تِلْكَ الديار وبلغنا الْآن عَنْهُمَا خلاف ذَلِك وَتغَير مَا كاتبنا بِهِ فِي السَّابِق مثل غير مُطَابق وَأَنه وَقع بَينهمَا وَبَين أمرائنا وعساكر دولتنا بِتِلْكَ الْبِلَاد خُلف كَبِير ووقائع عَم ضررها الْمَأْمُور والأمير وَهَذَا عين الْخَطَأ الْمَحْض الَّذِي يَتَرَتَّب عَلَيْهِ ذهَاب الرّوح لمن عقل وَفهم {إِن الله لَا يُغَيّرُ مَا بِقَومٍ حَتَى يُغَيِروا مَا بِأَنفُسِهِم} الرَّعْد ١١ فَالْآن ملكنا الشريف السَّامِي قد ملك بعون الله تَعَالَى بِسَاط الأَرْض شرقاً وغرباً وَصَارَت سلطنتنا الْقَاهِرَة كالإبريز الْمُصَفّى بعون النَّبِي الْمُصْطَفى ورقم سجل سعادتنا بآيَات النَّصْر على أهل الْعَصْر وعَلى سَائِر الْمُلُوك بإحياء سنة الْجِهَاد إِلَى يَوْم الْعرض {ذَلِكَ فَضلُ اَللهِ يُؤتيهِ مَن يَشَاء} الْجُمُعَة ٤ {وَأَماً مَا ينفع النَّاس فيمكث فى الأَرْض} الرَّعْد ١٧ وعساكرنا المنصورة أَيْنَمَا انخرطت خرطت وأينما سَقَطت التقطت وحيثما سلكت ملكت وَأَيْنَ حلت فتكت لَا يعجزهم صَغِير وَلَا كَبِير وَلَا جليل وَلَا حقير وَلَو شِئْنَا لعينا من عساكرنا المنصورة شرذمة قَلِيلُونَ نَحْو مائَة ألف أَو يزِيدُونَ مشَاة وركباناً من الْبر وَالْبَحْر لأمرائنا ولأمرنا ممتثلون ونقوي عَددهمْ بالاستعداد ونشدهم بِالْقُوَّةِ والآلة والزاد وَنَتبع الْعَسْكَر بالعسكر ونملأ الْبر وَالْبَحْر ونلحق الْجَيْش بالجيش من كل أسود وأحمر حَتَّى يتَّصل أول عساكرنا بآخرهم وواردهم بصادرهم وَيكون أَوَّلهمْ فِي الْبِلَاد اليمانية وَآخرهمْ فِي بِلَادنَا المحمية وَلَا نحتاج نعرفكم بقدرة سلطاننا وتشييد أَرْكَان دولتنا وَتَشْديد عزمتنا فَإِن

<<  <  ج: ص:  >  >>