للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نَفسه قبل حُلُول رمسه وليتنبه من رقدته ويصحو من غفلته ويفيق من سكرته فَإِن فعل ذَلِك وانضم إِلَى سلطنتنا الشَّرِيفَة فقد رحم نَفسه وصان مهجته وَيرى من دولتنا العادلة غَايَة الرِّعَايَة وبلوغ الأمنية مَعَ الزِّيَادَة إِلَى حد النِّهَايَة وَأَنه إِذا دخل تَحت طاعتنا وَمَشى على الاسْتقَامَة لدينا وانضم إِلَى عساكرنا فننغم عَلَيْهِ بأمرنا الشريف بِمَا يسْتَحق بِهِ فِي مَمْلَكَته مُسْتقِلّا بِهِ من غير معَارض لَهُ فِي ذَلِك وَلَا مُنَازع لَهُ فِيمَا هُنَالك فَحَيْثُ فعلت فَأَنت من الفائزين لَا تخف وَلَا تحزن إِنَّك الْيَوْم لدينا مكين أَمِين وَإِن حصل وَالْعِيَاذ بِاللَّه مُخَالفَة وَاسْتمرّ على العناد والمجانفة وانهمك فِي الضلال والمكابرة والخيال فَيُصْبِح ذَنبه فِي رقبته وَيهْلك نَفسه بِيَدِهِ {وَمَا ظلمنهم وَلَكن كاَنوُا أَنفُسَهُم يَظْلِمُونَ} النَّحْل ١١٨ وَيدخل فِي قَول أصدق الْقَائِلين {يُخرِبوُنَ بيوُتَهُم بِأَيدِيهِم وَأَيدي اَلمُؤمنينَ} الْحَشْر ٢ وَيصير بعد الْوُجُود إِلَى الْعَدَم ويندم حَيْثُ لَا يَنْفَعهُ النَّدَم وَقد حذرنا رأفة بِهِ وتحننا عَلَيْهِ بإصدار هَذَا الْكتاب إِلَيْهِ فَإِن خَالف أتيناه بِجُنُود لَا قبل لَهُ بهَا وأخرجناه مِنْهَا ذليلاً حَقِيرًا لَا ملْجأ لَهُ من سلطنتنا إِلَّا إِلَيْهَا الَّتِي هِيَ لِمن سَالَمَهَا ظلاً ظليلاً وعَلى من خالفها عذَابا وبيلاً وَمثله لَا يدل على الصَّوَاب فليعتمد على ذَلِك وعلامتنا الشَّرِيفَة حجَّة عَلَيْهِ وَالسَّلَام عَلَيْهِ فَكتب إِلَيْهِ الإِمَام المطهر الْجَواب وَهُوَ نور الله شمس الْإِسْلَام وأطلعها وفجر عُيُون الشَّرِيعَة وأنبعها ولألأ كواكب الدّين الحنيفي وأسطعها وَأَعْلَى منار الْملَّة الْبَيْضَاء ورفعها وزلزل جموع الظُّلم والعداوة وزعزعها وأرعد قُلُوب الْجَبَابِرَة المردة وأرعيها وَألف بَين قُلُوب الْمُسلمين وَجَمعهَا بدوام دولة مَوْلَانَا السُّلْطَان الْمُعظم الْعَظِيم ذِي الْملك الباهر القاهر الْعَقِيم الْقَاطِع بسيوف عزمه عنق كل جَبَّار أثيم الَّذِي أُوتِيَ الْحِكْمَة والتحية وَالله يُؤْتِي من يَشَاء فَضله العميم شمس الْخلَافَة المضيئة فِي اللَّيْل البهيم ظلّ الله فِي أرضه الْقَائِم بسنته وفرضه القويم حجَّة الله الْوَاضِحَة للحق على التَّعْمِيم أَمِينه على خلقه وخليفته الْقَائِم بِحقِّهِ بِتَقْدِير الْعَزِيز الْعَلِيم المتسم بحماية آل الرَّسُول وَأَبْنَاء فَاطِمَة البتول سلالة النَّبِي الْكَرِيم الباسط عَلَيْهِم ظلّ عدله فَلَا ينالهم حَر الْجَحِيم فهم راتعون فِي رياض إحسانه وَلها نبت وسيم وكارعون من حِيَاض امتنانه الَّتِي لَا يشوب صفوها الدَّهْر المليم سامي

<<  <  ج: ص:  >  >>