للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يسايره فِي موكبه بِالْمَدِينَةِ وَالْحجاج يَوْمئِذٍ أَمِير الْمَدِينَة أَدخل عمك عمر بن عَليّ مَعَك فِي صَدَقَة عَليّ فَإِنَّهُ عمك وَبَقِيَّة أهلك فَقَالَ لَا أغير شَرط عَليّ وَلَا أَدخل فِيهَا من لم يدْخل قَالَ إِذن أدخلهُ مَعَك فنكص عَنهُ الْحسن حَتَّى غفل عَنهُ الْحجَّاج ثمَّ كَانَ وَجهه إِلَى عبد الْملك حَتَّى قدم عَلَيْهِ فَوقف بِبَابِهِ يطْلب الْإِذْن فَمر بِهِ يحيى بن الحكم فَلَمَّا رَآهُ يحيى عدل إِلَيْهِ فَسلم عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ عَن مقدمه وَخَبره وتحفى بِهِ وَقَالَ لَهُ إِنِّي سأنفعك عِنْد أَمِير الْمُؤمنِينَ يَعْنِي عبد الْملك فَدخل الْحسن على عبد الْملك فَرَحَّبَ بِهِ وَأحسن مَسْأَلته وَكَانَ الْحسن قد أسْرع إِلَيْهِ الشيب وَيحيى بن الحكم فِي الْمجْلس فَقَالَ لَهُ يحيى وَمَا يمنعهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ شيبته أماني أهل الْعرَاق كل عَام يقدم عَلَيْهِ مِنْهُم ركب يمنونه الْخلَافَة فَأقبل عَلَيْهِ الْحسن بن الْحسن فَقَالَ بئس وَالله الرفد رفدت وَلَيْسَ كَمَا قلت وَلَكنَّا أهل بَيت يسْرع إِلَيْنَا الشيب فَأقبل عَلَيْهِ عبد الْملك فَقَالَ هَلُمَّ مَا قدمت لَهُ فَأخْبرهُ بقول الْحجَّاج فَقَالَ لَهُ ذَلِك إِلَيْك اكتبوا إِلَيْهِ كتابا لَا يُجَاوِزهُ وَوَصله فَلَمَّا خرج من عِنْده لقِيه يحيى بن الحكم فَعَاتَبَهُ الْحسن على سوء محضره وَقَالَ مَا هَذَا الَّذِي وَعَدتنِي فَقَالَ لَهُ إيهاً عَنْك فوَاللَّه لَا يزَال يهابك وَلَوْلَا هيبته إياك مَا قضى لَك حَاجَة وَمَا آلوتك رفدَاً وَكَانَ عبد الْملك بن مَرْوَان غضب عَلَيْهِ فَكتب إِلَى هِشَام بن إِسْمَاعِيل بن هِشَام ابْن الْوَلِيد بن الْمُغيرَة عَامله على الْمَدِينَة وَكَانَت بنت هِشَام تَحت عبد الْملك بن مَرْوَان وَولدت لَهُ هِشَام بن عبد الْملك أَن أقِم آل عَليّ يشتمون عَليّ بن أبي طَالب وأقم آل الزبير يشتمون الزبير فَقدم كِتَابه على هِشَام فَأبى كل مِنْهُمَا ذَلِك وَكَتَبُوا وصاياهم فركبت أُخْت هِشَام إِلَيْهِ وَكَانَت جزلة عَاقِلَة فَقَالَت يَا هِشَام أتراك الَّذِي تهْلك عشيرته على يَده رَاجع أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ مَا أَنا بفاعل قَالَت فَإِن كَانَ لَا بُد من ذَلِك فَمر آل عَليّ يشتمون الزبير وَآل الزبير يشتمون عليا قَالَ هَذِه أَفعَلهَا فَاسْتَبْشَرَ النَّاس بذلك وَكَانَ أَهْون عَلَيْهِم فَكَانَ أول من أقيم إِلَى جَانب المرمر الْحسن الْمَذْكُور وَكَانَ رجلا رَقِيق الْبشرَة عَلَيْهِ يَوْمئِذٍ قَمِيص كتَّان

<<  <  ج: ص:  >  >>