للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَالا وسلاحاً وَخمسين فرسا ثمَّ عَاد إِلَى الْيمن فجَاء الْأَشْرَاف بَنو سُلَيْمَان وَمَعَهُمْ حَمْزَة بن أبي وهاص وحاربوا مُحَمَّد بن جَعْفَر فحاربهم وَلم يكن لَهُ بهم طَاقَة فَخرج هَارِبا من مَكَّة فتبعوه فكر رَاجعا وَضرب وَاحِدًا مِنْهُم ضَرْبَة قطع بهَا درعه وَجَسَده وفرسه وَوصل إِلَى الأَرْض فَرَجَعُوا عَنهُ وَكَانَ تَحْتَهُ فرس يُقَال لَهَا دَنَانِير لَا تكل وَلَا تمل وَقيل إِنَّه كَانَ صهر شكر على ابْنَته ثمَّ عَاد مُحَمَّد بن جَعْفَر إِلَى مَكَّة بعد خُرُوجه مِنْهَا فَهَذَا الَّذِي ذكره ابْن جَار الله مُخَالف لما ذكره الْعَلامَة ابْن خلدون مُخَالفَة ظَاهِرَة أما أَولا فَفِي تَارِيخه فَإِنَّهُ أَي ابْن جَار الله ذكر أَن إتْيَان الصليحي إِلَى مَكَّة وإقامته أَبَا هَاشم مُحَمَّد بن جَعْفَر نَائِبا عَنهُ كَانَ فِي سنة سِتّ وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَأَنه دَخلهَا وَأقَام أَبَا هَاشم مُحَمَّد بن جَعْفَر أول أُمَرَاء الهواشم وَالَّذِي ذكره ابْن خلدون إِن الصليحي أمره الْمُسْتَنْصر العبيدي لما مَال عَن الهواشم إِلَى السيلمانيين بِسَبَب عدولهم بِالْخطْبَةِ عَنهُ إِلَى العباسيين أَن ينْهض مَعَ السليمانيين ويعينهم على استرجاع ملكهم وأرخ ذَلِك الْأَمر لَهُ بِسنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة فَهَذَا تخَالف فِي التَّارِيخ وَأما ثَانِيًا فمخالفته من جِهَة الْمَعْنى إِذْ كَيفَ يُؤمر بِإِعَادَة السليمانيين إِلَى ملكهم وَإِزَالَة الهواشم عَن مَكَّة فيفر السليمانيون عَن مَكَّة ويرسلون لَة أقِم من تختاره منا فيقيم عَلَيْهِم أَبَا هَاشم وَهُوَ من الهواشم المغضوب عَلَيْهِم من جِهَة مرسله الْمُسْتَنْصر العبيدي وَكَيف يفر السليمانيون عَنهُ وَهُوَ آتٍ لنصرتهم وإرجاع دولتهم إِلَيْهِم من يَد الهواشم فَمَا علمت وَجه التَّوْفِيق بَينهمَا فِي ذَلِك وَالله أعلم وَأَيْضًا لم يذكر ابْن خلدون أَن الصليحي دخل مَكَّة بل إِنَّه لما انْتهى إِلَى المهجم اسْم محمل هجم عَلَيْهِ سعيد بن نجاح الْأَحول فَقتله وَإِذ قد انجر الْكَلَام إِلَى ذكر الصليحي فلنذكر طرفا من خَبره ومبدأ مُنْتَهى أمره قَالَ الْعَلامَة ابْن السُّبْكِيّ الصليحي هُوَ عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الصليحي كَانَ أَبوهُ مُحَمَّد قَاضِيا بِالْيمن وَنَشَأ لَهُ هَذَا الْوَلَد فتوسم فِيهِ بعض من عِنْده علم من الْمَلَاحِم وَقَالَ لَهُ أَنْت تلِي ملك الْيمن فاشتغل على هَذَا وحوى علوماً كَثِيرَة

<<  <  ج: ص:  >  >>