للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت عثرت فِي بعض التواريخ أَن محلهَا كَانَ مَحل الْمدرسَة القايتبائية الْآن انْتهى ثمَّ خرج من مَكَّة واستناب عَلَيْهَا نور الدّين عَليّ بن رَسُول الغساني الملقب بِالْملكِ المظفر ورتب مَعَه ثَلَاثمِائَة فَارس وَولى راجحاً حليا وأعمالها ثمَّ وصل حسن بِجَيْش عَظِيم من الينبع إِلَى مَكَّة سنة عشْرين وسِتمِائَة فَخرج إِلَيْهِ أميرها عَليّ بن رَسُول الْمَذْكُور فَكَسرهُ عَليّ بن رَسُول فَتوجه إِلَى الشَّام فَلم ير بهَا وَجها وَلم يفلح بعد قتل وَالِده وَعَمه وَقد دَعَا عَلَيْهِ أَبوهُ قَتَادَة فِي قصَّة اتّفقت لَهُ نقلهَا الزنجاني وَزِير أَبِيه الشريف قَتَادَة هِيَ أَنه كَانَ الشريف قَتَادَة بِالْحرم الشريف مَعَ الْأَشْرَاف فهجم عَلَيْهِ ولد لوَلَده حسن وترامى فِي حجره مستجيراً وَإِذا بوالده حسن يشْتَد فِي إِثره حَتَّى ألْقى يَده فِي شعره وجذب الصَّبِي من حجر جده فاغتاظ الشريف قَتَادَة وَقَالَ الْحسن هَكَذَا ربيتك وَلِهَذَا ادخرتك فَقَالَ حسن ذَاك الْإِخْلَال أوجب هَذَا الإدلال فَقَالَ الشريف قَتَادَة لَيْسَ هَذَا بإدلال وَلكنه إذلال وَانْصَرف حسن بولده فَفعل فِيهِ مَا اقْتَضَاهُ عقله فَالْتَفت الشريف قَتَادَة إِلَى الْأَشْرَاف وَقَالَ لَهُم وَالله لَا أَفْلح هَذَا فَلم يمر بِهِ أَلا زمن يسير حَتَّى قتل أَبَاهُ وذاق عُقُوبَة العقوق والقطيعة ثمَّ توجه إِلَى الْعرَاق فَلم ير بهَا وَجها بل أَرَادوا قَتله بِسَبَب قَتله آق باش الناصري مَمْلُوك الْخَلِيفَة النَّاصِر العباسي فِي الْوَاقِعَة الَّتِي جرت فِي أَيَّامه بِمَكَّة زمن الْحَج فَخرج مِنْهَا خَائفًا وَلم يزل طريداً شَرِيدًا خَائفًا إِلَى أَن وصل بَغْدَاد فأدركه أَجله فِي الْجَانِب الغربي على دكة فَلَمَّا علم بِهِ غُسل وصُلي عَلَيْهِ وَحمل فَدفن فِي مشْهد مُوسَى الكاظم سامحه الله تَعَالَى هَذَا حَاصِل مَا ذكره المؤرخون فِي مصنفاتهم مفرقاً غير مُجْتَمع فِي كتاب وَلَا مُسْتَوْفِي جمعت مَا ذَكرُوهُ وسقته مجتمعاً كل حَدِيث فِي مَحَله وكل فرع إِلَى أَصله وكل نوع إِلَى جنسه وشكله وَهَذَا شاني فِي تَرْجَمَة كل وَاحِد من هَؤُلَاءِ السَّادة الْأَعْلَام أذكرها كافلة للمرام بعون الْملك العلام على إِنِّي لَا أَخْلو من قَول جَاهِل خامد أَو فَاضل حَاسِد أَو مبغض جَاحد هَل زَاد على الْجمع وَمَا درى أَنه تفطير للفؤاد تقطير للدمع إِذْ تتبع ذَلِك من مظانه المتفرقات وَضم شَمل الْقِصَّة وسبكها فِي ألطف قالب من الْعبارَات يعرف قدره

<<  <  ج: ص:  >  >>