للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ وَمَا جزم بِهِ مُخَالف لما جزم بِهِ ابْن التِّين فَإِنَّهُ قَالَ الْبَيْدَاء هُوَ ذُو الحليفة بِالْقربِ من الْمَدِينَة من طَرِيق مَكَّة وَذَات الْجَيْش وَرَاء ذِي الْخَلِيفَة وَقَالَ أَبُو عبيد الْبكْرِيّ فِي مُعْجَمه أدني إِلَى مَكَّة من ذِي الحليفة ثمَّ سَاق حَدِيث عَائِشَة هَذَا ثمَّ قَالَ وَذَات الْجَيْش من الْمَدِينَة على بريد قَالَ وَبَينهَا وَبَين العقيق سَبْعَة أَمْيَال والعقيق من طَرِيق مَكَّة لَا من طَرِيق خَيْبَر فاستقام مَا قَالَه ابْن التِّين وَقد قَالَ قوم بِتَعَدُّد ضيَاع العقد وَمِنْهُم مُحَمَّد بن حبيب الإخباري فَقَالَ سقط عقد عَائِشَة فِي غَزْوَة ذَات الرّقاع وَفِي غَزْوَة بني المصطلق وَاخْتلف أهل الْمَغَازِي فِي أَي هَاتين الغزوتين كَانَت أَولا قَالَ الدَّاودِيّ كَانَت قصَّة التَّيَمُّم فِي غزَاة الْفَتْح ثمَّ تردد فِي ذَلِك وروى ابْن أبي شيبَة من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ لما نزلت آيَة التَّيَمُّم لم أدرِ كَيفَ أصنعُ فَهَذَا يدلُ على تأخرها عَن غَزْوَة بني المصطلق لِأَن إِسْلَام أبي هُرَيْرَة كَانَ فِي السّنة السَّابِعَة وَهِي بعْدهَا بِلَا خلاف وَكَانَ البُخَارِيّ يرى أَن غَزْوَة ذَات الرّقاع كَانَت بعد قدوم أبي مُوسَى وقدومه كَانَ وَقت إِسْلَام أبي هُرَيْرَة وَمِمَّا يدلُ على تَأَخّر الْقِصَّة أَيْضا عَن قصَّة الْإِفْك مَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ من طَرِيق يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت لما كَانَ من أَمر عقدي مَا كَانَ وَقَالَ أهل الْإِفْك مَا قَالُوا خرجت مَعَ رَسُول الله

فِي غَزْوَة أُخْرَى فَسقط عقدي حَتَّى حبس النَّاس على التماسه فَقَالَ لي أَبُو بكر يَا بنية فِي كل سفرة تكونين عناءً وبلاءً على النَّاس فَأنْزل الله الرُّخْصَة فِي التَّيَمُّم فَقَالَ أَبُو بكر إِنَّك لمباركة وَفِي إِسْنَاده مُحَمَّد بن حميد الرَّازِيّ وَفِيه مقَال وَفِي سِيَاقه من الْفَوَائِد بَيَان عتاب أبي بكر الَّذِي أبهم فِي حَدِيث الصَّحِيح وَالتَّصْرِيح بِأَن ضيَاع العقد كَانَ مرَّتَيْنِ فِي غزوتين انْتهى

<<  <  ج: ص:  >  >>