للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على موت النَّبِي

مَا زَالَ يذيبه حَتَّى مَاتَ والكمد الْحزن المكتوم وَعَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا كَانَ أول مَرضه أَنه اغْتسل يَوْم الِاثْنَيْنِ لسبع خلون من جُمَادَى الْأُخْرَى وَكَانَ يَوْمًا بَارِدًا فَحم خَمْسَة عشر يَوْمًا لَا يخرج إِلَى الصَّلَاة وَكَانَ يَأْمر عمر بن الْخطاب يُصَلِّي بِالنَّاسِ فَدخل عَلَيْهِ النَّاس يعودونه وَكَانَت عَائِشَة لما ثقل تتمثل بقول الشَّاعِر // (من الطَّوِيل) //

(أعادِلُ مَا يُعْنِي الحذَارُ عَنِ الفَتَى ... إِذَا حَشْرَجَتْ يَومًا وضَاقَ بَها الصَّدْرُ)

فَقَالَ لَهَا أَبُو بكر لَا تقولي هَذَا وَلَكِن قولي {وَجاءت سكرةُ المَوتِ بِالحَقَّ ذَلِكَ مَا كنتَ مِنهُ تحيدُ} ق ١٩ ثمَّ إِنَّهَا تمثلت بقول أبي طَالب // (من الطَّوِيل) //

(وأبْيَضَ يُسْتَسْقَى الغَمَامُ بِوجْهِهِ ... ثمَالِ اليتَامَى عِصْمَةٍ لِلأََرَامِل)

فَقَالَ لَهَا ذَاك رَسُول الله

وَقَالَ النَّاس لَهُ لما دخلُوا عَلَيْهِ يعودونه أَلا نَدْعُو لَك طَبِيبا ينظر إِلَيْك فَقَالَ قد نظر إِلَيّ فَقَالُوا مَا قَالَ لَك قَالَ قَالَ لي إِنِّي فعال لما أُرِيد قَالَ الْوَاقِدِيّ توفّي رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لَيْلَة الثُّلَاثَاء لثمان بَقينَ من جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث عشرَة من الْهِجْرَة وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة أسلم وَهُوَ ابْن سبع وَثَلَاثِينَ وعاش فِي الْإِسْلَام سِتا وَعشْرين سنة وَمُدَّة خِلَافَته سنتَانِ وَثَلَاثَة أشهر واثنتا عشرَة لَيْلَة من متوفي رَسُول الله

وَأوصى أَن يدْفن إِلَى جَانب رَسُول الله

كَمَا تقدم ذكر ذَلِك قَالَ جَابر بن عبد الله الْأنْصَارِيّ فَانْطَلَقْنَا ودفعنا الْبَاب وَقُلْنَا هَذَا أَبُو بكر فَفتح الْبَاب وَلم ندر من فَتحه لنا وَلَيْسَ فِي الْبَيْت أحد وَقَالَ ادخُلُوا فادفنوه وَلَا نرى شخصا قَالَ فِي شَوَاهِد النُّبُوَّة سمعُوا صَوتا يَقُول ادفنوا الحبيب إِلَى حَبِيبه وَلما توفّي أَبُو بكر كَانَ أَبوهُ حَيا بِمَكَّة وعاش بعده سِتَّة أشهر وأياماً مروياته فِي كتب الحَدِيث مِائَتَان وَاثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ حَدِيثا رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وأرضاه وَجعل الْجنَّة منقلبه ومثواه ونفعنا بِهِ آمين

<<  <  ج: ص:  >  >>