للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لَا نرَاهَا تفعل هَذَا فَقَالَ لَهُم إِنَّهَا طلبت ذَلِك أحب أَن تسمعوا قَوْلهَا فجاؤها فَذكرُوا لَهَا ذَلِك فَقَالَت نعم أَحْبَبْت الْوَلَد فزوجوها مِنْهُ فَلَمَّا زفت إِلَيْهِ خرجت بأناس كَثِيرَة من حشمها فَلَمَّا جَاءَتْهُ سقته الْخمر حَنى سكر ثمَّ حزت رَأسه وانصرفت من اللَّيْل إِلَى منزلهَا فَلَمَّا أَصْبحُوا وَرَأَوا الْملك قَتِيلا وَرَأسه مَنْصُوب على بَاب دارها علمُوا أَن تِلْكَ المناكحة كَانَت مكراً وخديعة مِنْهَا فَاجْتمعُوا إِلَيْهَا وَقَالُوا أَنْت بِهَذَا الْملك أَحَق من غَيْرك فملكوها وَقد جاءفي الحَدِيث الشريف أَن رَسُول الله (ص) لما بلغه أَن أهل فَارس قد ملكوا عَلَيْهِم بنت كسْرَى قَالَ لَا أَفْلح قوم ولوا أَمرهم امْرَأَة قَالَ الله تعال (واوتيت من كل شَيْء - أَي تحْتَاج إِلَيْهِ الْمُلُوك من الْآلَة وَالْعدة - وَلها عرشعظيم) سَرِير ضخم كَا نمضروباً رمن الذَّهَب مكللاً بالدر والياقوت الْأَحْمَر والزبرجد الْأَخْضَر وقوائمه من الْيَاقُوت وَمن الزمرد وَعَلِيهِ سَبْعَة بيات عل كل بَيت بَاب يغلق قَالَ ابْن عَبَّاس كَانَ عرش بلقيس ثَلَاثِينَ ذِرَاعا فِي ثَلَاثِينَ ذِرَاعا وَطوله فِي السَّمَاء ثَلَاثُونَ ذِرَاعا وَقيل غير ذَلِك (وَجدتهَا وقومها يَسْجُدُونَ للشمس من دون الله وزين لَهُم الشَّيْطَان أَعْمَالهم فصدهم عَن السَّبِيل فهم لَا يعتدون أَلا يسجدوا لله الَّذِي يخرج الخبء فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض - فخبء السَّمَاء الْمَطَر وخبء الأَرْض النَّبَات - وَيعلم مَا يخفون وَمَا يعلنون الله لَا إِلَه إِلَّا هُوَ رب الْعَرْش الْعَظِيم) أَي هُوَ الْمُسْتَحق لِلْعِبَادَةِ وَالسُّجُود لَا غَيره وعرش ملكة سبأ وَإِن كَانَ عَظِيما فَهُوَ صَغِير حقير فِي جنب عَرْشه عز وَجل فَلَمَّا فرغ الهدهد من كَلَامه قَالَ لَهُ سُلَيْمَان (سننظر أصدقت فِيمَا أخْبرت أم كنت من الْكَاذِبين) فدلهم الهدهد على المَاء فاحتفروا الركايا وروى النَّاس وَالدَّوَاب ثمَّ كتب سُلَيْمَان كتابا من عِنْد سُلَيْمَان بن دَاوُد إِلَى بلقيس ملكة سبأ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

<<  <  ج: ص:  >  >>