للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يوقظهم وينبهم فَلَا يزدادون إِلَّا نوماً وتكاسلاً واعلموه إِنَّهُم مغلوبون على ذَلِك فَقَالَ الْمَسِيح سُبْحَانَ الله يذهب بالراعي وتتفرق الْغنم ثمَّ قَالَ لَهُم الْحق أَقُول لكم ليكفرون بِي أحدكُم قبل أَن يَصِيح الديك وليبغي أحدكُم بدارهم يسيرَة وَيَأْكُل ثمني وَكَانَ الْيَهُود قد جدوا فِي طلبه فَحَضَرَ إِلَى الْيَهُود وَقَالَ مَا تَجْعَلُونَ لي إِذا دللتكم على الْمَسِيح فَجعلُوا لَهُ ثَلَاثِينَ درهما فَأَخذهَا ودلهم عَلَيْهِ فَرفع الله إِلَيْهِ وَألقى شبهه على الَّذِي دلهم عَلَيْهِ فَإِن الْيَهُود لما قصدوه أظلمت الدُّنْيَا حَتَّى صَارَت كالليل وأظلمت الشَّمْس وأظهرت الْكَوَاكِب وانشقت الصخور فَلذَلِك لم يتحققوا الْمُشبه بِهِ من شدَّة الظلمَة وَحُصُول الارجاف وَقد اخْتلف الْعلمَاء فِي مَوته قبل رَفعه فَقيل رفع وَلم يمت وَقيل بل توفاه الله ثَلَاث سَاعَات وَقيل سبع سَاعَات ثمَّ أَحْيَاهُ الله وَتَأَول قَائِل هَذَا قَوْله تعال (إِنِّي متوفيك ورافعك إِلَيّ) وَلما امسك الْيَهُود الشَّخْص الْمُشبه بِهِ ربطوه وَجعلُوا يقودونه بِحَبل وَيَقُولُونَ لَهُ أَنْت كنت تحي الْمَوْتَى أَفلا تخلص نَفسك من هَذَا الْحَبل ويقبضون يَدَيْهِ ويبصقون فِي وَجهه ويلفون عَلَيْهِ الشوك وصلبوه على الْخشب فَمَكثَ عَلَيْهِ سِتّ سَاعَات ثمَّ استوهبه يُوسُف النجار من الْحَاكِم الَّذِي عل الْيَهُود وَكَانَ اسْمه فيلاطوس ولقبه هردوس ودفنا فِي قبر كَانَ يُوسُف الْمَذْكُور قد أعده لنَفسِهِ وَأنزل الله الْمَسِيح من السَّمَاء إِلَى أمه مَرْيَم وَهِي تبْكي عَلَيْهِ فَقَالَ لَهَا إِن الله رفعني إِلَيْهِ وَلم يُصِبْنِي إِلَّا الْخَيْر وأمرها فَجمعت لَهُ الحواريين فبثهم فِي الأَرْض رسلًا عَن الله وَأمرهمْ أَن يبلغُوا عَنهُ مَا أمره الله بِهِ ثمَّ رَفعه الله إِلَيْهِ وتفرق الحواريون حَيْثُ أَمرهم وَكَانَ رفع الْمَسِيح لمضي ثَلَاثمِائَة وست وَثَلَاثِينَ سنة من غلب الاسكندر عل دَارهم

<<  <  ج: ص:  >  >>