للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثمَّ يُدْلِي اللَّوْح إِلَى إسْرَافيل فَيكون بَين عَيْنَيْهِ ثمَّ يَنْتَهِي الْوَحْي إِلَى جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ أقرب من إسْرَافيل وَمن وَرَاء الْبَيْت الْمَعْمُور مَلَائِكَة لَا يعلم عَددهمْ إِلَّا الله تَعَالَى وَفِي السَّمَاء السَّابِعَة الْبَحْر الْمَسْجُور وَأما ملك الْمَوْت عزرائيل فسكنه فِي سَمَاء الدُّنْيَا وَقد خلق الله لَهُ عيُونا بِعَدَد من يَذُوق طعم الْمَوْت رِجْلَاهُ فِي تخوم الأَرْض وَرَأسه فِي السَّمَاء الْعليا عِنْد آخر الْحجب وَوَجهه مُقَابل اللَّوْح الْمَحْفُوظ وَهُوَ ينظر إِلَيْهِ وكل الْخلق بَين عَيْنَيْهِ وَلَا يقبض روح مَخْلُوق إِلَّا بعد أَن يَسْتَوْفِي رزقه وينقضي أَجله (خلق الشَّمْس وَالْقَمَر) ثمَّ خلق الله الشَّمْس وَالْقَمَر فالشمس من نور عَرْشه وَالْقَمَر من نور حجابه الَّذِي يَلِيهِ وَأثْنى الله تَعَالَى عَلَيْهِمَا فَقَالَ (وسخر لكم الشَّمْس وَالْقَمَر دائبين) ثمَّ وكل بهما جمعا من الْمَلَائِكَة يرسلونهما بِمِقْدَار ويقبضونهما بِمِقْدَار فَذَلِك قَوْله تَعَالَى (يولج اللَّيْل فِي النَّهَار ويولج النَّهَار فِي اللَّيْل) فَمَا نقص من أَحدهمَا زَاد فِي الآخر وَقَالَ أهل التَّوْرَاة ابْتَدَأَ الله تَعَالَى الْخلق فِي يَوْم الْأَحَد انْتهى فِي السبت فَاسْتَوَى على الْعَرْش فِيهِ فاتخذوا السبت عيداً وَقَالَت النَّصَارَى وَقع الِابْتِدَاء فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ والانتهاء فِي الْأَحَد ثمَّ اسْتَوَى على الْعَرْش فِيهِ فاتخذوا الْأَحَد عيداً قَالَ ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا كَانَ الِابْتِدَاء فِي السبت والانتهاء يَوْم الْجُمُعَة سيد الْأَيَّام وَهُوَ عِنْد الله أعظم من يَوْم الْفطر وَيَوْم الْأُضْحِية وَفِيه سِتَّة فَضَائِل فِيهِ خلق الله آدم عَلَيْهِ السَّلَام وَفِيه نفخ الرّوح فِيهِ وَفِيه تَابَ الله عَلَيْهِ وَفِيه توفاه وَفِيه سَاعَة لَا يسْأَل العَبْد فِيهَا شَيْئا إِلَّا أعطَاهُ الله إِيَّاه مَا لم يكن حَرَامًا وَفِيه تقوم السَّاعَة (ذكر الْجنَّة وَالنَّار وَمَا فيهمَا) ثمَّ خلق الله الْجنَّة وَهِي ثَمَان جنَّات أَولهَا دَار الْجلَال من اللُّؤْلُؤ الْأَبْيَض

<<  <  ج: ص:  >  >>