للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقد عرف هَذَا الْمَكَان بسوق الْمعرفَة وَلَا اعرف سَبَب تَسْمِيَته بذلك وَالظَّاهِر انه من اختراعات الخدام لترغيب من يرد اليهم من الزوار وَنقل بعض المؤرخين ان بَاب التَّوْبَة كَانَ فِي هَذَا الْمَكَان وان بني اسرائيل كَانُوا اذا أذْنب احدهم ذَنبا اصبح مَكْتُوبًا على بَاب دَاره فَيَأْتِي الى هَذَا الْمَكَان ويتضرع وَيَتُوب الى الله وَلَا يبرح الى ان يغْفر الله لَهُ وأمارة الغفران أَن يمحي ذَلِك الْمَكْتُوب عَن بَاب دَاره وان لم يمح لم يقدر ان يتَقرَّب من اُحْدُ وَلَو كَانَ اقْربْ النَّاس اليه وَكَانَ هَذَا الْمَكَان جعل قَدِيما مصلى للحنابلة افرده لَهُم السُّلْطَان الْملك الْمُعظم عِيسَى بن أبي بكر بن أَيُّوب صَاحب دمشق وَأذن لَهُم فِي الصَّلَاة فِيهِ (مهد عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام) وسفل هَذَا الْمَكَان الْمَعْرُوف بسوق الْمعرفَة مَسْجِد تَحت الأَرْض يعرف بمهد عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَيُقَال انه محراب مَرْيَم عَلَيْهَا السَّلَام وَهُوَ مَوضِع متعبدها وَهُوَ مَوضِع مأنوس وَيُقَال ان الدُّعَاء فِيهِ مستجاب فَيَنْبَغِي لمن صلى هُنَاكَ ان يقْرَأ سُورَة مَرْيَم وَيسْجد كَمَا فعل عمر رَضِي الله عَنهُ فِي محراب دَاوُد فَإِنَّهُ قَرَأَ فِي صلَاته بِسُورَة ص وَسجد وَيَدْعُو فِي هَذَا الْمَكَان بِدُعَاء عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام حِين رَفعه الله من طور زيتا وَقد سبق ذكره عِنْد السَّيِّد عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام (جَامع المغاربة) وبظاهر الْجَامِع من جِهَة الغرب فِي صحن الْمَسْجِد مَكَان مَعْقُود يعرف بِجَامِع المغاربة وَهُوَ مأنوس مهيب وَفِيه صَلَاة الْمَالِكِيَّة وَالَّذِي يظْهر انه من بِنَاء عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ لما رُوِيَ عَن شَدَّاد أَن عمر لما دخل الْمَسْجِد الْأَقْصَى مضى الى مُقَدّمَة مِمَّا يَلِي الغرب فَحَثَا فِي ثَوْبه من الزبل وحثونا مَعَه فِي ثيابنا وَمضى ومضينا مَعَه حَتَّى ألقيناه فِي الْوَادي الَّذِي يُقَال لَهُ وَادي جَهَنَّم ثمَّ عَاد فعدنا بِمِثْلِهَا حَتَّى صلينَا فِيهِ فِي مَوضِع يُصَلِّي فِيهِ جمَاعَة فصلى بِنَا عمر فِيهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>