للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَتَلُوهُ لِسنتَيْنِ من ولَايَته بإغراء الْخَلِيفَة سُلَيْمَان وَكَانَ خيرا فَاضلا وافتتح فِي ولَايَته مَدَائِن كَثِيرَة وَكَانَ الَّذِي تولى قَتله حبيب بن أبي عُبَيْدَة الفِهري وَكَانَ سَبَب غضب سُلَيْمَان على مُوسَى أَنه لما توجه إِلَى الْمشرق وانْتهى إِلَى مصر وصل أَشْرَافهَا وفقهاءها وبلغة الْخَبَر بِمَرَض الْوَلِيد ووافاه كِتَابه يستحثه على الْقدوم ووافاه كتاب آخر من أَخِيه سُلَيْمَان يثبطه فأسرع مُوسَى اللحاق بالوليد فَقدم عَلَيْهِ قبل وَفَاته بِثَلَاثَة أَيَّام وَدفع إِلَيْهِ مَا مَعَه من الذَّخَائِر وَالْأَمْوَال فغاظ ذَلِك سُلَيْمَان وأساء مكافأته حِين أفْضى الْأَمر إِلَيْهِ فنكبه ونكب آل بَيته أجمع وَكَانَت وَفَاة مُوسَى رَحمَه الله بِالْمَدِينَةِ المنورة سنة ثَمَان وَتِسْعين وَقيل غير ذَلِك

قَالَ الشَّيْخ أَبُو مُحَمَّد بن أبي زيد القيرواني ارْتَدَّت البربر اثْنَتَيْ عشرَة مرّة من طرابلس إِلَى طنجة وَلم يسْتَقرّ إسْلَامهمْ حَتَّى عبر مُوسَى بن نصير الْبَحْر إِلَى الأندلس وَأَجَازَ مَعَه كثيرا من رجالات البربر برسم الْجِهَاد فاستقروا هُنَالك فَحِينَئِذٍ اسْتَقر الْإِسْلَام بالمغرب وأذعن البربر لحكمه وتناسوا الرِّدَّة ثمَّ نبضت فيهم عروق الخارجية بعد على مَا نذكرهُ

ولَايَة مُحَمَّد بن يزِيد على الْمغرب

لما ارتحل مُوسَى بن نصير إِلَى الْمشرق ونكبه الْخَلِيفَة سُلَيْمَان كَمَا قُلْنَا عزل ابْنه عبد الله عَن الْمغرب وَولى مَكَانَهُ مُحَمَّد بن يزِيد مولى قُرَيْش وَيُقَال مولى الْأَنْصَار فَقدم القيروان سنة سبع وَتِسْعين وَكَانَ سُلَيْمَان قد أمره باستئصال آل مُوسَى بن نصير واصطلام نعمتهم فَأتى على ذَلِك ثمَّ لما قتل أهل الأندلس أَمِيرهمْ عبد الْعَزِيز بن مُوسَى ولوا عَلَيْهِم أَيُّوب بن حبيب اللَّخْمِيّ وَهُوَ ابْن أُخْت مُوسَى فَوجه مُحَمَّد بن يزِيد الْحر بن عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان الثَّقَفِيّ واليا من قبله على الأندلس فَقَدمهَا وَاسْتقر أَمِيرا بهَا سنتَيْن وَثَمَانِية أشهر قَالُوا وَكَانَ مُحَمَّد بن يزِيد هَذَا عادلا حسن السِّيرَة قَاتل الْمُخَالفين بثغور الْمغرب وغنم وسبى وَلم يزل واليا عَلَيْهِ حَتَّى

<<  <  ج: ص:  >  >>