للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلما قدم سَيِّدي مُحَمَّد العياشي من هَذِه الْغَزْوَة سَار إِلَى فاس للنَّظَر فِي أمرهَا لما هاج من الْحَرْب بَين أَهلهَا وَذَلِكَ أَن رجلا مِنْهُم يُقَال لَهُ ابْن الزين عدا على رجل آخر يُقَال لَهُ أَحْمد عميرَة فَرَمَاهُ برصاصة من علية مَسْجِد فَوق سويقة ابْن صافي فَقتله وهاجت الْحَرْب بفاس بَين أهل عدوة الأندلس وَكَانَ الْمَقْتُول رئيسهم وَبَين اللمطيين فَقدم سَيِّدي مُحَمَّد العياشي فاسا فِي آخر جُمَادَى سنة خمسين وَألف فَأصْلح بَينهم وأقاد من قَاتل عميرَة كَبِير الأندلسيين وَبِالْجُمْلَةِ فغزوات سَيِّدي مُحَمَّد العياشي رَحمَه الله كَثِيرَة وذبه عَن الْإِسْلَام وحمايته للدّين مِمَّا هُوَ شهير عِنْد الْخَاص وَالْعَام

وَفِي هَذِه الْغَزْوَة يَقُول الْكَاتِب الأديب أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد الكلاني مادحا لسيدي مُحَمَّد العياشي ومشيرا إِلَى الْكَرَامَة الَّتِي وَقعت لَهُ فِي عبور النَّهر

(حَدِيث الْعلَا عَنْكُم يسير بِهِ الركب ... وينقله فِي صحفه الشرق والغرب)

(وحبكم فرض على كل مُسلم ... تنَال بِهِ الزلفى من الله والقرب)

(فَأَنت رفيع من أصُول رفيعة ... نُجُوم الدياجي فِي الْأَنَام لَهَا سرب)

(سمي رَسُول الله نَاصِر دينه ... تجلى بكم عَن أفقه الشَّك والريب)

(وَلم أر بحرا جَاوز الْبَحْر قبلكُمْ ... تجود لمستجد أنامله السحب)

(وَمَا يَسْتَوِي البحران عِنْدِي فَإِن ذَا ... أجاج لعمري فِي المذاق وَذَا عذب)

وَكَانَ رَحمَه الله عَازِمًا على أَخذ العرائش فحال بَينه وَبَينهَا انصرام الْأَجَل وَكَذَلِكَ كَانَ ملحا على أَخذ طنجة فَلم تساعده الأقدار

<<  <  ج: ص:  >  >>