للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(وأوقع بالكفار أَي وقيعة ... فَمن لم يمت بِالسَّيْفِ مَا لَهُ ذعرا)

(وَأصْبح ثغر الدّين أشنب باسما ... وأرهق وَجه الْكفْر من حزن قترا)

(ونال من الله السَّعَادَة والرضى ... وجنات عدن فِي الْمعَاد لَهُ ذخْرا)

(وَقل أَيهَا الْعدْل الَّذِي اتخذ التقى ... شعارا وسامى فِي منازلها الشعرا)

(أرى كل مَا فِي الغرب أصبح قانطا ... لأندلس يَرْجُو بطلعتكم نصرا)

(وغرناطة الغراء نادتكما أَقبلَا ... وبالراية الْبَيْضَاء كي تنصر الحمرا)

(فساكنها وقف عَلَيْكُم رجاؤه ... كَبِيرهمْ والطفل والكاعب العذرا)

(فَجِئْنَا بِمن فِي أَرْضكُم حاميا لَهُم ... رجَالًا وفرسانا غطارفة غرا)

(حماة أباة الضيم من كل ماجد ... كريم يباري الْغَيْث والسيل والبحرا)

(فدونكما الْكفَّار تَعْنِي طغاتها ... وتشبع من قتلاهم الْوَحْش والطيرا)

(لقد طمع الْكفَّار ملك رقابنا ... وإهلاكهم فِي أَرْضنَا الْحَرْث والثمرا)

(مَنَازلنَا من كل حصن وقرية ... تناديكما غوثا لخطب أَتَى أمرا)

(فكم من ضَعِيف لَا حراك بجسمه ... وَشَيخ بهَا أربى على مائَة عشرا)

(وبيض وَسمر من أوانس كالدمى ... وصبية مهد لَا تع النَّفْع والضرا)

(ومنبر جمع للخطابة والدعا ... وَمَسْجِد دين للصَّلَاة وللإقرا)

(وكرسي علم مقْعد لمهذب ... تصدر يملي مَا يضيء لنا الصدرا)

(وأجداث أَبنَاء الصَّحَابَة فَوْقهَا ... وكل ولي أَشْعَث لابس طمرا)

(تناديكما غوثا من الله سرعَة ... فقد كَاد أَن يستأصل الْكفْر ذَا البرا)

(فحثوا لنا بالسير بعدا وقربة ... أجيراننا من كيد من أضمر الجؤرا)

(وعزما بِأُخْرَى مثل تِلْكَ الَّتِي مَضَت ... ليبصر هَذَا الفنش مثلكُمْ كبرا)

(وَأَنْتُم بِحَمْد الله تَدْرُونَ مَا أَتَى ... عَن الْمُصْطَفى فِي الْغَزْو من خبر خَبرا)

(فَللَّه مَا أَسْنَى وددت لَو أننى ... قتلت فأحيى ثمَّ أقتل مذ مرا)

(وَمَا فِي كتاب الله من آيَة أَتَت ... كشمس الضُّحَى فِي الصحو سافرة غرا)

(خذاها بِحَمْد الله عذرا جبينها ... يضوع شذى تهدي لمغناكما عطرا)

(وتبلغ عني للكرام تَحِيَّة ... من أندلس للغرب قد عبروا البحرا)

(فعونا رجال الله عونا لعدوة ... أحاطت بهَا البأساء واشتدت الضرا)

<<  <  ج: ص:  >  >>