للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فَأنْتم لنا الْجند الْقوي ونحوكم ... تشوفنا فاستجلوا نحونا السيرا)

(ونثني على خير الْبَريَّة ذِي الْهدى ... مُحَمَّد الْمَبْعُوث بالملة اليسرا)

(وَآل وَصَحب ثمَّ تال لنهجهم ... وَمن لِذَوي الْإِسْلَام قد قصد النصرا)

وبهذه الرسائل العذبة الْأَلْفَاظ المستوقفة الألحاظ يعلم أَن الْمولى عليا الشريف رَحمَه الله كَانَ مَشْهُورا فِي عصره مُتَقَدما على كَافَّة أهل مصره وَأَنه كَانَ ملحوظا بالإجلال عِنْدهم والإكبار وَأَن هَذِه الدَّار الْعَالِيَة الْبناء والأسوار معظمة من لدن قديم مشهود لَهَا بِالْخَيرِ والتقديم وأظن أَن وقْعَة طنجة الْمشَار إِلَيْهَا فِي هَذِه القصيدة هِيَ وقْعَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَقد تقدّمت الْإِشَارَة إِلَيْهَا فِي محلهَا

وَقد كَانَ للْمولى عَليّ الْمَذْكُور جِهَاد فِي نَاحيَة أكدج من بِلَاد السودَان ورزق الظفر وَالْفَتْح كَمَا ذكره مَبْسُوطا فِي النزهة فَلْينْظر هُنَاكَ

وَذكر صَاحب كتاب الْأَنْوَار السّنيَّة أَن الْمولى عليا مكث أَربع عشرَة سنة لَا يُولد لَهُ ثمَّ ولد لَهُ بعد ذَلِك ولدان أَحدهمَا الْمولى مُحَمَّد بِفَتْح الْمِيم وَالثَّانِي أَبُو المحاسن يُوسُف وَهُوَ أصغرهما أما الْمولى مُحَمَّد فخلف أَرْبَعَة أَوْلَاد وهم السَّيِّد الْحسن وَالسَّيِّد عبد الله وَالسَّيِّد عَليّ وَالسَّيِّد قَاسم وهم على هَذَا التَّرْتِيب فِي السن وَيُقَال لسائرهم أَوْلَاد مُحَمَّد نِسْبَة إِلَى هَذَا الْجد وفروعهم كَثِيرَة يطول تتبعها وَأما الْمولى يُوسُف فَإِنَّهُ ولي زَاوِيَة أَبِيه واجمع النَّاس على أَنه المتأهل لَهَا دون غَيره لرزانته ووفور عقله فتولاها بعد نزاع ورسم تَوليته لَهَا لم يزل مَوْجُودا عِنْد بعض حفدته وَكَانَ ذَلِك كُله فِي دولة بني مرين

وَقَالَ صَاحب كتاب الْأَنْوَار وَقد قيل إِنَّه لم يكن لَهُ ولد حَتَّى بلغ ثَمَانِينَ سنة فولد لَهُ تِسْعَة من الْوَلَد خَمْسَة مِنْهُم أشقاء وأمهم حليمة من ذُرِّيَّة بعض المرابطين بسجلماسة وهم السَّيِّد عَليّ وَهُوَ جد الْمُلُوك أبقى الله فَضلهمْ وَالسَّيِّد أَحْمد وَالسَّيِّد عبد الْوَاحِد وَالسَّيِّد الطّيب وَالسَّيِّد عبد

<<  <  ج: ص:  >  >>