للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولَايَة الْأَغْلَب بن سَالم التَّمِيمِي على الْمغرب

لما قفل ابْن الْأَشْعَث إِلَى الْمشرق ولى جند مُضر عَلَيْهِم عِيسَى بن مُوسَى الْخُرَاسَانِي واتصل بالمنصور مَا فعله قواد مُضر من ذَلِك فَبعث إِلَى الْأَغْلَب بن سَالم التَّمِيمِي ثمَّ السَّعْدِيّ بعهده على الْمغرب والأغلب هَذَا هُوَ جد الأغالبة مُلُوك أفريقية من بعده على الْمغرب وَكَانَ من ذَوي الشجَاعَة والرأي وَمن صِحَاب أبي مُسلم بخراسان فَدخل الْمغرب مَعَ ابْن الْأَشْعَث وَاسْتَعْملهُ على طبنة كَمَا مر فَلَمَّا وافاه عهد الْخَلِيفَة أَوَاخِر جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَة انْتقل إِلَى القيروان وأمنها واستقام أمره

ثمَّ خرج عَلَيْهِ أَبُو قُرَّة ين دوناس اليفرني وَيُقَال المغيلي من الصفرية والتفت عَلَيْهِ زناتة بِجِهَة تلمسان وَبَايَعُوا لَهُ بالخلافة واستفحل أمره فزحف إِلَيْهِ الْأَغْلَب فَلَمَّا دنا مِنْهُ فر أَبُو قُرَّة إِلَى الْمغرب الْأَقْصَى فَلم يقف إِلَّا بطنجة وانْتهى الْأَغْلَب إِلَى الزاب ثمَّ عَاد إِلَى القيروان فَعَاد أَبُو قُرَّة إِلَى وَطنه من تلمسان

وَفِي سنة خمسين وَمِائَة خرج الْأَغْلَب لقِتَال الصفرية فتثاقل عَنهُ طَائِفَة من الْجند وَلما أوغل فِي طلب الصفرية ثار عَلَيْهِ الْحسن بن حَرْب الْكِنْدِيّ وَكَانَ بتونس وَلحق بِهِ المتثاقلون من الْجند وَكَانَ تثاقلهم عَن الْأَغْلَب بمكاتبة الْحسن إيَّاهُم فِي ذَلِك فَأقبل بهم إِلَى القيروان وَاسْتولى عَلَيْهَا وَلحق الْأَغْلَب بقابس وَكَاتب الْحسن يرغبه فِي الطَّاعَة فَلم يقبل ثمَّ وافى كتاب الْمَنْصُور يَدْعُو الْحسن إِلَى الطَّاعَة فَأبى فصمد إِلَيْهِ الْأَغْلَب واقتتلا فَانْهَزَمَ الْحسن وفر إِلَى تونس وَجمع الجموع وَرجع فَخرج إِلَيْهِ الْأَغْلَب فاصابه سهم فَقتله فَقدم أَصْحَابه عَلَيْهِم الْمخَارِق بن غفار الطَّائِي الَّذِي كَانَ على طرابلس وحملوا على الْحسن فَانْهَزَمَ أمامهم إِلَى تونس ثمَّ لحق بكتامة وخيل الْمخَارِق فِي اتِّبَاعه ثمَّ رَجَعَ إِلَى تونس بعد شَهْرَيْن فَقتله الْجند

<<  <  ج: ص:  >  >>