للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَهلك من العبيد فِي هَذِه الْوَقْعَة نَحْو الثلاثمائة وَمن البربر على مَا قيل نَحْو الْخَمْسمِائَةِ وجمعوا قتلاهم فكفنوهم فِي أخبية العبيد إِذْ كَانَت بِأَيْدِيهِم وَلم يرجِعوا بسوى ذَلِك وَكَانَت هَذِه الْوَقْعَة أواسط سنة تسع وَخمسين وَمِائَة وَألف

وَاعْلَم أَنه قد وَقع هُنَا لفظ الرَّحَى وَلَفظ المسخرين وَغير ذَلِك وَهِي ألقاب لطوائف من جَيش هَذِه الدولة السعيدة فَلَا بُد من بَيَان الِاصْطِلَاح فِي ذَلِك تتميما للفائدة فَنَقُول إِن الْجَيْش السلطاني الْيَوْم بِهَذِهِ الدولة الشَّرِيفَة يَنْقَسِم أَولا إِلَى ثَلَاثَة أَقسَام أَصْحَاب ومسخرين وجيش فَأَما الْأَصْحَاب فهم طَائِفَة من الْجند تلازم السُّلْطَان حضرا وسفرا لَا يفارقونه بِحَال وهم أَرْبَاب الْوَظَائِف المخزنية مِنْهُم الْكتاب الَّذين هم إِلَى نظر الْوَزير الْأَعْظَم وَمِنْهُم أَرْبَاب الْفراش وَمِنْهُم القهارمة القائمون على طَعَام السُّلْطَان وَشَرَابه وَمِنْهُم أَرْبَاب الْوضُوء وَغير هَؤُلَاءِ مِمَّن يطول ذكرهم وكل طَائِفَة برئيسها وَأما المسخرون فهم ملازمون للسُّلْطَان حضرا وسفرا أَيْضا وشأنهم أَن يَكُونُوا فُرْسَانًا فِي الْغَالِب وَقد يكون فيهم الرُّمَاة وهم أهل الشَّوْكَة والغناء وهم الموجهون فِي الْمُهِمَّات لِأَن عَلَيْهِم الْمدَار فِي الْأُمُور المخزنية كَمَا يَقْتَضِيهِ تسميتهم بالمسخرين وَإِذا ركب السُّلْطَان فِي سفر أَو نَحوه انقسموا قسمَيْنِ فالعبيد مِنْهُم يكونُونَ خَلفه لأَنهم الموَالِي والودايا وشراقة يكونُونَ أَمَامه وَأما الْجَيْش فَهُوَ أصل الْجَمِيع كَمَا يَقْتَضِيهِ لَفظه وَمِنْه تنتخب الطوائف السَّابِقَة وَهُوَ عَسْكَر السُّلْطَان الَّذِي يحويه ديوانه إِلَّا أَن معظمه يكون مُتَفَرقًا فِي حلله وبلاده إِلَّا إِذا أَرَادَ السُّلْطَان غزوا فيوجه على مَا يحْتَاج إِلَيْهِ مِنْهُ أما الْجَمِيع أَو الْبَعْض وَيكون ذَلِك مناوبة على مَا هُوَ مَعْرُوف عِنْدهم وَأما الرَّحَى فَهِيَ عبارَة عَن ألف من الْجَيْش خيلا أَو رُمَاة وَرُبمَا زَادَت أَو نقصت بِحَسب مَا يتَّفق وَالله أعلم

<<  <  ج: ص:  >  >>