للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قدوم كومية قَبيلَة عبد الْمُؤمن عَلَيْهِ بمراكش وَالسَّبَب فِي ذَلِك

تقدم لنا أَن عبد الْمُؤمن لم يكن من المصامدة وَإِنَّمَا كَانَ من كومية إِحْدَى بطُون بني فاتن من البرابرة البتر وَكَانَت مواطنهم بالمغرب الْأَوْسَط إِلَى أَن استدعاهم عبد الْمُؤمن إِلَى مراكش سنة سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة وَالسَّبَب فِي ذَلِك أَنه لما هَمت الطَّائِفَة من الْمُوَحِّدين بقتْله وَقتلُوا الشَّيْخ الَّذِي فدَاه بِنَفسِهِ وَتحقّق ذَلِك مِنْهُم وَرَأى أَنه غَرِيب بَين أظهرهم لَيْسَ لَهُ قبيل يسْتَند إِلَيْهِ وَلَا عشير يَثِق بِهِ ويعتمد عَلَيْهِ أرسل فِي خُفْيَة إِلَى أَشْيَاخ كومية الَّذين هم قبيلته وعشيرتهم وَأمرهمْ بالقدوم عَلَيْهِ وَأَن يركبُوا كل من بلغ الْحلم مِنْهُم ويأتوه فِي أحسن زِيّ وأكمل عدَّة وسرب إِلَيْهِم الْأَمْوَال والكسى فَاجْتمع مِنْهُم أَرْبَعُونَ ألف فَارس ثمَّ أَقبلُوا إِلَى عبد الْمُؤمن وَهُوَ بمراكش برسم خدمته وَالْقِيَام بَين يَدَيْهِ

وَلما دخلُوا أَرض الْمغرب تشوش أَهله من قدوم هَذَا الْجَيْش الحفيل من غير أَن يتَقَدَّم لَهُم سَبَب ظَاهر وَتقول النَّاس الْأَقَاوِيل فَسَار جَيش كومية حَتَّى نزلُوا على وَادي أم الرّبيع وتسامع الموحدون بِإِقْبَالِهِمْ فارتابوا مِنْهُم وَعرفُوا أَمِير الْمُؤمنِينَ عبد الْمُؤمن بخبرهم فَأمر عبد الْمُؤمن الشَّيْخ أَبَا حَفْص الهنتاتي أَن يخرج إِلَيْهِ فِي جمَاعَة من الْمُوَحِّدين وأشياخهم ليتعرفوا خبرهم فَسَار حَتَّى لَقِيَهُمْ على وَادي أم الرّبيع فَقَالَ لَهُم مَا أَنْتُم أسلم لنا أم حَرْب قَالُوا بل نَحن سلم نَحن قبيل أَمِير الْمُؤمنِينَ نَحن كومية قصدنا زيارته وَالسَّلَام عَلَيْهِ فَرجع أَبُو حَفْص وَأَصْحَابه وَعرف عبد الْمُؤمن الْخَبَر فَأمر جَمِيع الْمُوَحِّدين أَن يخرجُوا إِلَى لقائهم فَفَعَلُوا واحتفلوا لذَلِك

وَكَانَ يَوْم دُخُولهمْ مراكش يَوْمًا مشهودا فرتبهم عبد الْمُؤمن فِي الطَّبَقَة الثَّانِيَة من أهل الدِّيوَان وجعلهم بَين قَبيلَة تينملل والقبيلة التابعة لَهُم

<<  <  ج: ص:  >  >>