للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أصلابهم وصلبانهم وَقد نهضنا إِلَيْهِ يَوْم الْخَمِيس فِي خَمِيس شَاكر لألطاف الله غير شَاك وصبحنا البرج يَوْم التَّرويَة وروينا ظمأ الظبا من طلا الطلى وأدينا دين الدّين وأخذنا بثأر الثائر العادي من العدى وفجعنا طبريا بمنية منيتها وأظهرنا بِقُوَّة الْإِسْلَام ضعف ملتها وبتنا تِلْكَ اللَّيْلَة على البرج المخذول وفزنا من كشف عوارة والإطلاع على أسراره بالنجح المأمول وأصبحنا وَجَعَلنَا وَقْفَة غزوتنا بِإِزَاءِ وَقْفَة عرفتكم وأقمنا الْحجَّة بهَا على شُمُول بركَة حجتكم واقمنا عَلَيْهِ يَوْم الْعِيد وأقمنا الْقيمَة عَلَيْهِم بالوعيد وأكثرنا النوائح والنوادب بندوب تِلْكَ النواحي ونحرنا عدَّة من رؤوسهم وطواغيتهم مَعَ الْأَضَاحِي وأقمنا بعد ذَلِك بالتأييد والتوفيق يَوْمًا وَبَعض يَوْم من أَيَّام التَّشْرِيق مشرقين بالغارات ومغربين ومضحين بأعداء الله ومقربين حَتَّى وَجَبت جنُوبهم وركدت شمالهم وجنوبهم وهبت لأدبارهم دبورهم وكبت فِي ورطة الردى بورهم فَهَذِهِ خَمْسَة أَيَّام ارتوى فِيهَا خمس الْإِسْلَام نهلا وعَلى وشفت صدورا وغللا وأوضحت من مصر الدّين والدولة سبلا وخذلت عدى ونصلت هدى ونهجت علا

فصل آخر فِي مَعْنَاهُ

وَقد تمت المواعدة على مواعدته والمراددة لمراودته وانعقدت العزائم على الرُّجُوع إِلَيْهِ وَالنُّزُول بِالْجمعِ عَلَيْهِ لهد بنيناه وَهدم قَاعِدَته وَلَوْلَا انْتِظَار وُصُول الْعَسْكَر الْمصْرِيّ وارتقاب اقترابه لصب عَلَيْهِ صَوت عَذَابه وقرع بَاب الْفَتْح لفتح بَابه وصل الْآن الْعَسْكَر وَبَان من الظفر الْمُضمر

وَمن جملَة نهضاتنا الْقَرِيبَة ودعواتنا الجليبة دَعْوَة الْإِسْلَام المجيبة أننا قُلْنَا يَوْم الْعِيد أَن فَاتَت الْحجَّة فقد كَانَت بِإِمْكَان الْغَزْوَة الْحجَّة وَصحت العزمة ووضحت المحجة فأدجلنا لَيْلَة الْخَمِيس الثَّامِن من الشَّهْر فِي خَمِيس مجر وصبح البرج المخذول حِين شقّ أَنهَار النَّهَار فجر الْفجْر فَروِيَ يَوْم التَّرويَة ظمأ الظبى وسقاها من ورد الوريد طلا الطلى وجلا عَن كفو النَّصْر هدي الْهدى وألحف العدى رِدَاء الردى وعرفنا أَن يَوْم وقفتنا يَوْم عَرَفَة للغزاة تناسب وَقْفَة المحرمين العراة فكلا الْفَرِيقَيْنِ يُؤَدِّي لله فرضا ويجد بعبء عِبَادَته نهضا فَعرف من هَا هُنَا مُجَاهدًا وجاهة من هُنَاكَ مُعَرفا

<<  <  ج: ص:  >  >>