للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَاجْتمعت رسل الْآفَاق داعين إِلَى الْوِفَاق فَقَالَ الَّذين لاذوا بِنَا من الْبِلَاد من الاجناد الاتراك والاكراد هَؤُلَاءِ غَدا يصطلحون وتندمل قروحهم على مَا يقترحون وَنحن نحظى بالاخفاق وحرمان الارزاق ونبوء بالشقاء والشقاق وَسُوء سمعة النِّفَاق ونقع فِي الحضيض وَلَا تقع بِنَا الحظوظ وَيقطع اقطاعنا الْمَوْصُول الْمَحْفُوظ فَأخذُوا أَمَان الْبَلَد ودخلوا وكما طلعوا لنا عَنَّا أفلوا وَاعْتَذَرُوا بأننا نشبنا ونسبنا إِلَى الْخلاف لَو اننا اليكم نسبنا وَوَافَقَهُمْ جمَاعَة من أَصْحَابنَا طمعوا مِنْهُم فِي العطايا وَالْخلْع وَهَذِه من أيسر جنايات الطمع وَنحن نصرح بإباء الْمُصَالحَة والاستواء على المكافحة وَترك قبُول الشَّفَاعَة واستفراغ المجهود فِي شغل الْحصْر وبذل الِاسْتِطَاعَة وَالنَّاس يَقُولُونَ هَذَا لَا يستتم وان هَذَا الشعث لايدوم بل يسترم وَفِي كل يَوْم نناوب الْقِتَال ونعاقب النزال وَالْملك المظفر تَقِيّ الدّين يحمل من جَانِبه ويبلى وَمن وَسعه فِي الجلاد لَا يخلي وَيجْرِي فِي مضمار النضال وَهُوَ السَّابِق المجلي وتاج الْمُلُوك أَخُو السُّلْطَان فِي كل حلبة وجلية نوبَة يبارز ويحاجر ويناجز ويفترض ويفترس ويحترز ويحترس ويجتلب ويختلس والاقران تقترن والشجعان تضطعن والعثرات تقترع والنعرات ترْتَفع وجمرات اللظى تضطرم وغمرات الوغى تقتحم ونجوم النصال تنقض ورجوم النضال ترفض وَشَيخ الشُّيُوخ ينْهَى وينكر ويردد التوبيخ ويكرر ويعدد ويفند ويقرر التقريع ويؤكد ويصدر بالتغضب وَيرد وَيَقُول كَيفَ أحظر الْمَحْظُور وَلَا احذر الْمَحْذُور وَأَنا جِئْت فِي التَّوَسُّط وَالْمَنْع من التورط وَلَا رضى من التسخط وَهَذَا الْفِعْل الممقوت إِذا غبت لَا يفوت فان كَانَ لي قبُول وَعلي اقبال ولعقد حلولي لهَذِهِ العقد انحلال فتصبروا وتربصوا واسكنوا وَلَا تحرصوا حَتَّى ارسل من الْيَوْم إِلَى الْقَوْم وأتكفل فِي مَتَاع هَذِه المتاعب بِرَفْع السّوم وأحسنوا بترك مَا لَا يحسن وانزلوا إِلَى اللين عَن النزال الَّذِي يحسن واقبلوا تقبلُوا واعدلوا عَمَّا انتم فِيهِ تعدلوا فَقُلْنَا لَهُ السّمع وَالطَّاعَة وَالْحب والكرامة وَمَا أحسن مرادك إِذا أردْت السّلم والسلامة وتحولنا إِلَى جَانب لَا يبعد على الرُّسُل طَرِيقه وَلَا يفرق على الْبعد فريقه

وَأرْسل شيخ الشُّيُوخ إِلَى الْقَوْم صَاحبه وَذكر مطالبه فشرعوا يندبون كل يَوْم رسلهم ويملأون بالمراسلات الخادعة سبلهم فَخرج أول يَوْم جمال الدّين محَاسِن مَعَ أخي النَّقِيب الشريف واستفتحنا فِيمَا عراهم بالتقريع والتأنيب وَكَانَ حضورهم فِي

<<  <  ج: ص:  >  >>