للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كريم وَأنس وَافد وَوَلَاء مستنيم فأهدى نورها الناضر نور النَّاظر وباح سرها السائر بسرور بالسرائر وتكفل موردها العذب بارواء الارواح وشفى ظمأ الضمائر وتهلل وَجه الاستبشار لوجه بشرها السافر وجدد الْقلب للأريحيتها عَهده بالارتياح وتلقى الصَّدْر تحيتها الصدرية بالانشراح وغض دونهَا طرف الْوَقار واهتز نَحْوهَا عطف الافتخار وشوقت الانفس إل طيب أنفاس تِلْكَ النفحات وأقوات استسعادها واستعدادها من تِلْكَ الاوقات فَلَقَد كَانَت مطالع الانس بضوء بهجه وضوع أرجه زاهره عاطره ومباهج النَّفس للمباهاة بشهوده وَشَهَادَة بهائه وافية وافرة وتأملنا مواقع انامله الْكَرِيمَة فألفيناها من نسخ غوادى الْمعَانِي مفوفة الرياض وَمن حَيَاء هواضب المكارم والمعالي مفعمة الْحِيَاض وَعلمنَا مَا ذكره من ايثاره مَا يعود بالصلاح وَيُؤذن بالنجاز والنجاح وَإِنَّا لما ضيقنا عَلَيْهِ مجَال القَوْل بِأحد الْقسمَيْنِ لم يروجها لنظم الامر من الْجَانِبَيْنِ فاستخار الله فِي سيره ووكل الامور إِلَى الله فِي تَقْدِيره وَلَقَد كَانَ الْمجْلس السَّامِي يحسن ظَنّه بالمواصلة وَيُشِير علينا بمقاربتهم وَالرُّجُوع إِلَى السّلم عَن محاربتهم وَنحن نقُول ان هَؤُلَاءِ يضمرون خلاف مَا يظهرون ويسرون ضد مَا يعلنون وَإِنَّهُم يحلفُونَ ويحنثون ويقسمون بِاللَّه جهد أَيْمَانهم وينكثون وَلَيْسَت هَذِه بِأول مرّة من غدرهم وجولاتهم فِي مكر مَكْرهمْ وروغانهم بخدعهم وخترهم فَمَا زَالَ بِنَا حَتَّى نزلنَا على إقتراحهم وأضربنا على اجترائهم واجتراحهم فحملوا ذَلِك على أَنهم قد خدعوا وأمنوا مَا كَانُوا فِيهِ من الرعب وطمعوا ونكلوا عَمَّا قَالُوا وعثروا وَمَا استقالوا وَعرف سيدنَا حَقِيقَة الْأَمر وأطلع مِنْهُم على سر الشَّرّ وَبَان لَهُ منا وَجه الْعذر وَمِنْهُم وَجه الْغدر وأيقن ان مَقْصُود الْقَوْم مدافعة الايام والمغالطة بِتِلْكَ الاقسام والتشبث من جَانب الاجانب بِمن لَا ينجيهم من الْغَرق والاعتلاق مِنْهُم بِمَا يكون لَهُم وثاقا لَهُم فِي ورطات العلق فَمَا فَارق إِلَّا بعد علم أَنهم لَا يفلحون وانهم للصلاح لَا يصلحون

<<  <  ج: ص:  >  >>