للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مقصورات محصورات تَحت الْحجر فِي حجرات محتجرات بجلابيب الخفر مُعْتَجِرَات لَا عهد لاقمارهن بالتبرج من البروج وَلم يحوجهن الا صرف الزَّمَان الجافي إِلَى الْخُرُوج وَمَا جررن فِي ثرى الاثراء الا ذيل الافتخار وَمَا أبصرن فِي يَوْم الْغنى ليل افتقار وَلم تطف بنارهن فرَاش وَلم يطو الا لصونهن فرَاش ساجيات فِي السجف مكتنفات بالانف مؤتنفات فِي الكنف معتصمات بالذمم مبتسمات بالعصم موصوفات بالتطهر معروفات بالتستر آنسات بالاستيحاش من النَّاس لابسات ملابس الِاحْتِرَاز والاحتراس لم يقْلع عَن شموسهن السَّحَاب وَلم يرفع عَن حجالهن الْحجاب وَلم يرشف كلامهن سمع لم يكْشف ظلامهن سمع وَلم يعرف برامهن لمع وَلم يَهْتِف بغرامهن دمع وَلم يطْرق كراهن طيف وَلم يطْلب قراهن ضيف وَلم يذو ربيعهن صيف وَلم يثور بعهن حيف وَلم يثن هيفهن هيف وَلم يرو قوافيهن عويف وَلم يعر شملهن تشتيت وَلم يبر حبلهن تبتيت وَلم يقْض بقلقهن تثبيت وَلم يقْض إِلَى فرقهن تبييت وَلم يشْعر بعطاسهن تسميت وَلم يعثر بنعاشهن تصويت وَلم يسر بمرادهن تعويت وَلم يسر فِي اكبادهن تفتيت وَلم يصبحهن سوى ظلالهن فِي أطلالهن وَلم يحللن غير حلالهن بحلالهن وَهن فِي عصمَة لم يدر لَهَا فِي الْوَهم وَهن وَفِي كَثْرَة قُوَّة لم يطر حول حولهَا قل وكل دَار لَهُنَّ لبدور الغسق دارة وكل مقرّ دونهن لرماة الحدق قارة مَا يحمي غيرالغيران حماهن وغار من الشَّمْس إِذا ذرت يَهْتِف بغرامهن دمع وَلم يطْرق كراهن ذمَّة مَا وَهِي مِنْهَا بالنكر وَكن وَفِي عزة لم يطف بهَا ذل بذراهن فَلم يقم على جرس برهَان براهن وَلم يَقع فِي حدس هوان هواهن وَلم يخْطر فِي ضمير ضمور خطرهن وَلم يدر فِي بَال وبال ضررهن وَلم يَفِ صفو وردهن بكدر صدرهن وَمَا فتئن تِلْكَ الفتيات فِي خفارة خفرهن وَلم يزل يشب دون خمارهن الْجَمْر ويذب عَن ذمارهن الذمر فأحوجن فِي هَذَا الْحصار للانتصار وارتدين على الِاضْطِرَاب برداء الِاضْطِرَار ووقعن على النَّار وترفعن عَن الْعَار وتبرقعن بالاستتار ورقعن بِالْخمرِ خرق الاشتهار وبرزن من السرَار اسرارا فِي ضمائر الازار وطلعن سحره طُلُوع كواكب الاسحار معتمرات إِلَى حرم الْكَرم الفاضلي محتميات من الْعَدو بالولي معتفيات نصْرَة الْعَفو الناصرى مناديات ندى ذَلِك الندى مبديات من نقب الذعر الْخَفي وَجه الْعذر الْجَلِيّ مستشفعات بشفيع كريم لَا ترد شَفَاعَته بل ترَاد لطاعة الله طَاعَته فأواهن أواهات إِلَى فنَاء الْخَيْمَة

<<  <  ج: ص:  >  >>