للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وينبىء طيبها وطينها عَن ريا رئاسة بانيها وتصف غضارة معاليها ونضارة مجاليها طلاوة مَعَانِيهَا وحلاوة مجانيها وتذكر بأيام أيامنها وازدهاء الدَّهْر فِي سُكُون سكانها فَمَا محا سنا محاسنها فزرنا اعلامها بأعلام وحطنا أَحْكَامهَا بِأَحْكَام ووصلنا رغامها بغرام وأنشأنا سحابها بسجام ودخلنا دَار سلامها بِسَلام وانزلنا عَنْهَا الازل وازحنا عَن محلهَا الْمحل وارحناها من مشاق المشاقق بوفاق الْمُوفق الْمُوَافق واخرجناها من يَد الْمُبْطل الى يَد المحق المحاقق وَبَانَتْ تِلْكَ الْعَرُوس من زَوجهَا وَكم جلت لِلْحسنِ وَالْحُسْنَى أوجها فِي أوجها وخلا مِنْهَا فج فوجها وَرمى بهَا مج موجها وَهَذِه شِيمَة الدُّنْيَا لَا تمق وامقا وَلَا ترمق رامقا من جنى مِنْهَا جنت عَلَيْهِ وَمن علت يَده فِيهَا غلت يَدَيْهِ وَمن اطاعها عصته وَمن داناها أقصته وَمن وفى لَهَا خانته وَمن أعزها أهانته وَمن وَصلهَا قطعته وَمن نزع اليها نَزَعته وَمن اكل مِنْهَا أَكلته وَمن خف الى اثقالها استخفته واستثقلته وَمن تملأ بهَا مِلَّته وَمن تخلى لَهَا خلته وَمن ارتمى اليها رمته وَمن استحلى شَهِدَهَا سمته وَمن انتجع غمامها غمته وَمن برهَا برته وَمن اكتساها أعرته وَمن ارتداها اردته وَمن صدق مخايلها كَذبته وَمن استعذب مناهلها عَذبته وَمن اسْتغنى مِنْهَا افقرته واحوجته وَمن سكن دارها أزعجته واخرجته وَمن استطبها أمرضته وَمن استطابها أمضته وَمن أرضاها أغضبته وَمن أحبها وَقبلهَا قلته وقلبته وَمن قر بهَا قبرته وَمن أقالها عثرته أَو أرادها ردته أَو أباد بهَا أبدته ومتاعها قَلِيل ومتاعبها كَثِيرَة ومقاريها مقرة ومبارها مبرة فَلَا مطار بهَا لمطاربها وَلَا مطال بهَا الا لمطالبها فمشارقها صائرة الى مغاربها ومشاربها غائرة فِي مساربها ومراقبها مترامية على مراقبها ومطالعها متعامية على مطالعها ومقارها نابية عَن مقارعها وَقد ظَهرت آثَار غدرها بِابْن نيسان حَيْثُ غادرته وَقد رجا نصرها مخذولا وَتركته وَقد اعْتصمَ بهَا متبذلا لليالي الباخلات مبذولا وَهَكَذَا من تلاه فان نور الدّين مَا امْتَدَّ زَمَانه وانتقل إِلَى وَلَده بعد سِنِين مَكَانَهُ وَسَيَأْتِي ذكر ذَلِك فِي مَوْضِعه وَشرح شَأْنه

ذكر استحضار نور الدّين مُحَمَّد بن قرا ارسلان وَأخذ يَده على طَاعَة السُّلْطَان ومعاملة الرّعية بِالْعَدْلِ والاحسان

وَلما اسْتَقر السُّلْطَان فِي الدَّار ودارت بأقدار مُرَاده الاقدار من الْفلك الْمدَار

<<  <  ج: ص:  >  >>