أولى مَا انْطَلَقت الأقلام والألسنة بِذكرِهِ وتجردت الخواطر لقَضَاء حق شكره وهني الْإِسْلَام فِيهِ بِيَوْم ضَامِن لما بعده من أَيَّام نَصره مَا كَانَ لشمل الْأمة جَامعا ولعدوه كلما هم قاصرا وَكلما قَامَ قامعا وَذَلِكَ مَا من الله بِهِ من تسلمنا مَدِينَة حلب وقلعتها بسلم وضعت بهَا الْحَرْب أَوزَارهَا وَبَلغت بهَا الهمم أوطارها واحسنت فِيهَا التقية أثارها وَعوض صَاحبهَا بِمَا لم يخرج عَن الْيَد لِأَنَّهُ مشترط عَلَيْهِ الْخدمَة بِنَفسِهِ وبعسكره ومختلط بِالْجُمْلَةِ فَهُوَ أحد الْأَوْلِيَاء فِي مغيبة ومحضره وَكِتَابنَا هَذَا وَقد ظفر الساري بفجره وَحمد الصابر عُقبى صبره وَالْأَحْكَام فِي مَدِينَة حلب جائلة والعلام على قلعتها مَحْمُولَة بل حاملة فالسيوف الَّتِي كَانَت لَهَا مبيحة هِيَ الَّتِي كَانَت بصونها كافلة وَقد حقق الله الْخَيْر وزواجره وَصرف الضير واخرس زماجره والألفة وَاقعَة والمصلحة جَامِعَة وأشعة أنوار الِاتِّفَاق شائعة
فصل آخر مِنْهُ
صدر إِلَيْك هَذَا الْكتاب والاوامر بحلب نَافِذَة والرايات بأطواق قلعتها آخذة وَجَاء اهل الْمَدِينَة يستبشرون قد بلغُوا مَا كَانُوا يؤملون وأمنوا مَا كَانُوا يحذرون وَالْحَمْد لله على هَذَا الْمصير وعَلى مَا من بِهِ من هَذَا الطول الطَّوِيل فِي الزَّمَان الْقصير وَنحن نستنصر بِاللَّه مَوْلَانَا فَنعم الْمولى وَنعم النصير
فصل آخر من انشائه الْكَرِيم
ان الله سُبْحَانَهُ يَسُوق مقاديره إِلَى مواقيتها ويؤلف بَين قُلُوب اهل طَاعَته على طواغي الْكفْر وطواغيتها وَيتم مَا سبق فِي مَشِيئَته من جمع كلمة هَذِه الْملَّة وتأليف شتيتها وَمن ذَلِك مَا أنعم بِهِ من فتح مَدِينَة حلب سلما سفر فِيهَا وَجه الاسلام ورقي قلعتها سلما بِمَشِيئَة الله تَعَالَى الى دَار السَّلَام