للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

متمرنا بِالْوُقُوفِ على مَا يجب وَيَنْبَغِي لَهَا فِي حفظ صِحَّتهَا وإماطة اعتلالها فارقا بَين الطبائع الغريزية والغريبة نَاظرا فِي القوى الْآتِيَة مِنْهَا والمجيبة متوسلا فِي تسقيم السقيم وتقسيم الادوية بِحَسب الْعَوَارِض على القانون الْمُسْتَقيم وحماية الناقه بانقائه بالحمية حَتَّى يعود بوفور حِصَّة الصِّحَّة حَالي الْبَهْجَة بهيج الْحِلْية ذَا دراية بالجواهر وأعراضها والاجسام وأمراضها صناعَة طبية اكتسبها بتجريبه وَمهر فِيهَا بِحسن تَدْبيره وترتيبه وأمرناه بِأَن يواظب على الْخدمَة بقلعة حلب المحروسة لمداواة أَهلهَا وحيازة مرضاة مرضاها ومعالجة كل حَالَة بمقتضاها ومداواة أهل الْبَلَد على حسب مَا يكون فِيهِ من الْجلد لمن لابد من ملازمته وَلمن تتوفر الرغبات على حفظ صِحَّته وَقد قرر لَهُ مَا يُعينهُ على استثمار صناعته ويغنيه عَن سواهُ بمواظبته فليتول هَذِه الْخدمَة متوفرا على حفظ الصِّحَّة حَاصِلَة واسترجاعها بِمَشِيئَة زائلة مُقَابلا كل مرض بوزانه من قُوَّة الدَّوَاء مُسْتقِلّا بِمَعْرِِفَة الادوية المركبة والمفردة على تغاير الادواء صائغا فِي تركيبها وَدفع ضَرَر بَعْضهَا بِبَعْض فارقا بَين السَّرِيع والمتواتر والمتخلف والمنتظم فِي النبض مشفقا على الْأَعْضَاء الرئيسة والاجزاء النفيسة بإمالة الْخَلْط عَنْهَا قبل استفراغه والاضافة الى الدَّوَاء مَا يعين على ايصاله وابلاغه وترجيح الْأَمر فِي الْعرض الهائج هَل يستفرغ أَو يُبدل مزاجه وَالْفرق بَين مَا يدارى فَلَا يُحَرك ساكنه وَبَين مَا يُبَادر فيعاجل علاجه وَمَعْرِفَة الدَّوَاء الذى تنْحَل قوته بالطبخ أَو الدق وَمَا يصلح كيفيته بالتصويل والسحق والاطلاع على مَا يسهل ويمسك أَو يُؤْخَذ أَو يتْرك وَالنَّظَر فِي زِيَادَة الْخَلْط على مِقْدَاره الَّذِي يَنْبَغِي بتنقص ضِدّه عَمَّا يَنْبَغِي بفطنته وذكائه وَالِاجْتِهَاد فِي ملاطفة أَخْلَاق الْمَرِيض فِي دوائه وغذائه مُؤديا لامانته فِي كِفَايَته موفيا بالمحافظة على القوانين الصَّحِيحَة حق صناعته

واقتصرت على ذكر هَذِه المناشير الثَّلَاثَة لِئَلَّا يُفْضِي بطول الْكتاب وَفِي كل وَاحِد مِنْهَا فِي فنه مَا يتشوف اليه ذَوُو الالباب

ذكر بشائر بوقعات نصر فِيهَا الاسلام وَنحن بحلب من ذَلِك

وقْعَة بَريَّة بالفرنج على مَاء يعرف بالعسيلة ووقعة بحريّة فِي ظفر الاسطول وَذَلِكَ

<<  <  ج: ص:  >  >>