للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَهُوَ أَيْضا مُشفق من أمره محترق بجمره وَكَذَلِكَ صَاحب الحديثة وتكريت يرهبان وَفِي الاعتزاز بِنَا والاعتزاء الينا يرغبان وكل اخذ من السُّلْطَان عهدا أَن يحميه ويقيه ويسعده وَلَا يشقيه وإنصرف رسلهم على هَذَا الْقَرار وشفعت شفاعاتهم فِي امورهم بالامرار ثمَّ كَانَ وُصُول صدر الدّين شيخ الشُّيُوخ ومحي الدّين الشهرزورى وَوَقع الشُّرُوع فِي حَدِيث حادثتهم وإجازة دواعيهم وَإجَابَة بواعثهم وَكَانَ القَاضِي مُحي الدّين الشهرزوري سالفا فِي الْمدرسَة النظامية رفيقي وآنفا فِي الايام النورية صديقي فصدفوه فِي هَذِه الْمرة عَن مشاورتي وصرفوه عَن محاورتي وَلَو استشارني لعرفته النهج ولقنته الْحجَّة اذا احْتج وسلكت بِهِ طَرِيقا للْمصَالح جَامِعَة وللعوائق رَافِعَة فصرت عَن سره بمعزل وَعَن رسمه بمعدل حَتَّى اسْتَقَرَّتْ قَاعِدَته واستمرت عائدته وَلم يبْق الا عقدَة للتأليف تحرر ونسخه للتحليف تقرر فاستدعاني السُّلْطَان ذَات يَوْم غدْوَة وَقَالَ اكْتُبْ شرطا يكون لنا فِي الْوِفَاق قدوة فَقلت لَهُ فَكيف تستثني باولئك الَّذين توثقوا بعهدك وَسَكنُوا الى وَعدك وَهَؤُلَاء لَا يرضون بِالِاسْتِثْنَاءِ وَلَا يأْتونَ إِلَّا بالاباء وَكَيف تنْسب الى ترك الْوَفَاء وَكَيف تشيع هَذَا بَين الْأَوْلِيَاء والأعداء فَقَالَ اكْتُبْ مَا تنزهني فِيهِ عَن الْخلف وتنبهني بِهِ على صدق الْحلف فَقلت تحلف لصَاحب الْموصل على موصله ونجح مؤمله وإصفاء منهله وَتجْعَل أَمر أَصْحَاب تِلْكَ الْبِلَاد الى اختيارهم وتجريهم على ايثارهم فَمن اختارنا تمّ لَهُ منا مناله وَمن اخْتَارَهُ فَلهُ عِنْده سؤله وسؤاله وَهُوَ يشرع فِي استرضائهم واسترغابهم واستدعائهم على وفْق آرائهم فاذا صَحَّ لنا فِي عودهم اليه امرهم بسط عذرنا وَقبض ذعرهم فَقَالَ لي امْضِ الْآن الى شيخ الشُّيُوخ وعرفه الْقَضِيَّة وارضه بِهَذِهِ الْحَالة المرضية وَمَا فِيهِ من الْمصلحَة المرعية للرعاة والرعية والمم أَيْضا بمحي الدّين وَأَنا قد أجبناه على هَذِه الشريطة إِلَى الْيَمين فَأَما شيخ الشُّيُوخ فانه عرف واعترف وأسعد بالمراد واسعف وَأما مُحي الدّين فانه أَبى الا الإباء وَأنكر الِاسْتِثْنَاء وَقَالَ لَا نقبل وَلَا نقِيل وَهَذَا مِمَّا يَسْتَحِيل فَلَا ينجح بِهِ التأميل وَلَا يَنْقَطِع بِهِ القال والقيل واولئك فِي بِلَادنَا نوابنا وَفِي ولاياتنا ولاتنا واصحابنا وَفِي خُرُوجهمْ علينا مَا لَا خَفَاء بِهِ من تَفْرِيق الْكَلم وتشتيت الشمل المنتظم وتبتيت الْحَبل الملتئم واذا عرفُوا انكم لَهُم توثقتم وَعَلَيْهِم

<<  <  ج: ص:  >  >>