للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ابْن صوحان الَّذِي أطلع الْكَلَام زاهراً وَنزع فِيهِ منزعاً باهراً نخبة الْعَلَاء وَبَقِيَّة أهل الْإِمْلَاء الشامخ الرُّتْبَة العالي الهضبة فاق الْأَفْرَاد والأفذاذ وَمَشى فِي طرق الإبداع الوخد والإغذاذ الْغَرَض مِمَّا أوردهُ من نظمه قَوْله ... سَقَاهَا الْحَيَاة من مغان فساح ... فكم لي بهَا من معَان فصاح

حلى أكاليل تِلْكَ الرِّبَا ... ووشي معاطف تِلْكَ البطاح

فَمَا أنس لَا أنس عهدي بهَا ... وَجرى فِيهَا ذيول المراح

ونومي على حبرات الرياض ... يجاذب بردي مر الرِّيَاح

بِحَيْثُ لم أعْط النهى طَاعَة ... وَلم أصغ فِيهَا إِلَى لحي لَاحَ

وليل كرجعة طرف الْمُرِيب ... لم أدر لَهُ شفقا من صباح ...

وَقَوله ... أَقُول لصاحبي قُم لَا لأمر ... تنبه إِن شَأْنك غير شاني

لَعَلَّ الصُّبْح قد ولى وَقَامَت ... على اللَّيْل النوائح بِالْأَذَانِ ...

وَقَوله وَلم انس ليلتنا والعناق ... قد مزج الْكل منا بِكُل

إِلَى أَن تقوس ظهر الظلام ... واشمط عَارضه واكنهل

وَمَسّ رِدَاء رَقِيق النسيم ... فِي عاتق اللَّيْل بعض البلل ...

وَقَوله ... هَل تذكر الْعَهْد الَّذِي لم أنسه ... ومودتي ممزوجة بصفاء

ومبيتنا فِي نهر حمص والدجى ... قد حل عقد حباه بالصهباء

ودموع طل اللَّيْل تخلق أعينا ... ترنوا إِلَيْنَا من عُيُون المَاء ...

<<  <  ج: ص:  >  >>