للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْمَذْكُور لحبه فِي الشّعْر ومعرفته بِهِ مَعَ مَا فِيهِ من الْخلال الْمُوجبَة لعلو الْمنزلَة وَمَا زَالَ يحمد اختباره إِلَى أَن قَلّدهُ الوزارة فاستقل بأعبائها وطلع بَدْرًا فِي آفَاق سمائها وَمَا يسْتَدلّ بِهِ على طبقته فِي الشّعْر قَوْله ... تَأمل لجفن اللَّيْل بالبرق أرمدا ... تألم حَتَّى أَسْبَلَ القَطْرَ بَاكِيَا

وَأَحْسَبُهُ إِذْ بِنْتَ عني فَأَصْبَحت ... جفوني قَرْحَى بِالدُّمُوْعِ حَكَانِيَا ...

وَقَوله ... الرَّاحُ لَا تَحْجِبُوْا عَنِّي مُحَيَّاهَا ... بَيَّا الإِلَهُ مَغَانِيْهَا وَحَيَّاهَا

مَا أَصبَحت مهجتي كالروض ميتَة

إِلَّا هَفَا بَارِقٌ مِنْهَا فَأَحْيَاهَا

طُوْبَى لِمَنْ طَلَعَتْ شمسا بمجلسه ... وبالنجوم مِنَ النُّدْمَانِ حَلَاّهَا ...

٥٥٤ - الْوَزير أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن جرج وَزِير ابْن عمار لما ثار بمرسية

من الذَّخِيرَة كَانَ أَبُو جَعْفَر فِي وقته أحد الْأَعْلَام وفرسان الْكَلَام وَحل عِنْد مُلُوك الطوائف بأفقنا من الدول مَحل الشَّمْس من الْحمل فحملها على كَاهِله وَصرف أعنتها بَين أنامله حسن شارة وكرم إِشَارَة وعلو همة وَظُهُور نعْمَة وَله رسائل مطبوعة ومنازع فِي الْأَدَب بديعة وَمن نثره قَوْله يُخَاطب ابْن طَاهِر لما خلع عَن ملك مرسية ثمَّ خلص من يَد ابْن عباد

مَا أعجب الْأَيَّام أعقب الله مِنْهَا السَّلامَة وَالسَّلَام فِيمَا يقْضِي وَكَيف يمْضِي تتعاقب بتلوين وتتراءى بَين تقبيح وتحسين فَهِيَ تعتب وتعتب وتعتذر كَمَا تذنب وتصدع وتشعب كَمَا تَجِد وتلعب وَإِن صنيعها

<<  <  ج: ص:  >  >>