للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَتَّى الدرجَة الْعليا وَيدخل اليه من كل صنوف تبعتنا بِدُونِ اسْتثِْنَاء مذهبي وترقيهم يكون بِحَسب دَرَجَة اهليتهم كَمَا يَتَّضِح من نظامه الاساسي الْمُعْلن قبلا وَقد وَقع لدينا موقع التَّقْدِير والتحسين فِي صُورَة خارقة للْعَادَة مَا ابدته عُمُوم تبعتنا الصادقة من آثَار الحمية وَمَا تحملته جنودنا من انواع المتاعب والمشاق المشفوعة بالغيرة والبسالة فِي اثناء الغوائل الداخلية الَّتِي تهورنا بهَا مُنْذُ عَاميْنِ تَقْرِيبًا وَلَا سِيمَا فِي اثناء الْحَرْب مَعَ الصرب والجبل الاسود على ان تشبثاتنا الْمُجَرَّدَة لمحافظة حقوقنا فِي هَذِه الْحَوَادِث قد انتجت استحصال قَرَار مصلحَة الصرب والمذاكرات الْجَارِيَة مَعَ الْجَبَل الاسود وسيتحول لمطالعتكم فِي اجْتِمَاع مجلسكم الْمرة الاولى مَا تتخذه من الْمُعَامَلَات بِنَاء على تِلْكَ المذكرات فاوصيكم إِذا بتعجيل قراراتها اما السلوك مَعَ الدول المتحابة بالصداقة وَالرِّعَايَة لما كَانَ من اهم الْمُعَامَلَات المالوفة والمعتنى بهَا لَدَى دولتنا فَلم نزل الْيَوْم حريصين على مُرَاعَاة هَذِه الْقَاعِدَة الودادية وَلما طلبت انكلترا مُنْذُ بضعَة شهور عقد مؤتمر فِي مقرّ سعادتنا لاجل الْمسَائِل الْحَاضِرَة وروجت كَافَّة الدول المعظمة ايضا اساسات هَذَا الطّلب والاقتراح وَافق بابنا العالي على عقده نعم انه لم يَأْتِ هَذَا الِاجْتِمَاع بِاتِّفَاق قَطْعِيّ وَلَكِن مَا تأخرنا عَن اثبات نوايانا الْخَالِصَة واظهارها باجراء ماثوراتهم ونصائحهم الْمُوَافقَة لاحكام معاهدات الدول ولقواعد الْملَل وحقوقها ولمقتضيات احوالنا وحقوقنا المبرمة اما اسباب عدم الِاتِّفَاق فَلم تكن فِي الاساس وانما بالاحرى كَانَت فِي صور الاجراءآت واشكالها لاستحساننا اساسيا لُزُوم ايصال الترقيات الْكُلية الَّتِي وَقعت مُنْذُ بداية التنظيمات حَتَّى الْآن فِي احوال مملكتنا العمومية وَفِي ادارة كل شُعْبَة من شعب دولتنا إِلَى حَال اكمل وَلم تزل مساعينا حَتَّى الْيَوْم مصروفة لهَذَا الْمَقْصد على ان وضيفتي التوقي من الاحوال الَّتِي تخل بشأن مملكتنا واستقلالها وَقد تركت اثبات صدق نيتي وسلامتها لَدَى الْجَمِيع إِلَى تمادي الايام وَالزَّمَان اما النتائج الَّتِي ولدتها هَذِه الْحَال فقد افضت بِي إِلَى زِيَادَة التأسف وزوالها سَرِيعا مِمَّا يكفل بِكَمَال ممنونيتي على ان مقصدنا فِي جَمِيع الاوقات مَقْصُور على دوَام السلوك فِي مَنْهَج الْمُحَافظَة على استقلالية حقوقنا وسيكون هَذَا المسلك مَرْكَز النّظر فِي تصرفاتنا الْآتِيَة واؤمل ان مآثر الِاعْتِدَال وَحسن النِّيَّة الَّتِي اظهرتهما دولتنا قبل انْعِقَاد المؤتمر وَبعده تتكفل

<<  <   >  >>