للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وامره فِي آخر هَذَا الرقيم بعد لوم الدولة على مَا ينْسبهُ الاجانب اليها من التَّقْصِير ان يطْلب مُوَاجهَة السُّلْطَان عبد الحميد الَّذِي جلس مُنْذُ قريب على تخت السلطنة العثمانية وَيطْلب مِنْهُ باسم ملكة دولة انكلترا التعويض على الثائرين وَبِنَاء مَا هدم من الْكَنَائِس والبيوت على مصاريف الدولة ومساعدة الاهالي الَّذين اشْتَدَّ بهم الْفقر على اعادة الاعمال ومجازاة المامورين الَّذين امروا باجراء هَذِه الفظائع واناطة ادارة هَذِه الْبِلَاد لوال عَادل ذِي همة ونشاط بِشَرْط ان يكون مسيحيا وان كَانَ مُسلما فَيكون لَهُ مستاشرون من المسيحيين يُمكن النَّصَارَى من السكان الِاعْتِمَاد عَلَيْهِم والثقة بهم إِلَى آخر مَا جَاءَ بِهَذَا الرقيم المسطر فِي الْكتاب الازرق واليك نَصه نقلا عَن مَجْمُوعَة الجوائب

قد وصل إِلَى دولة سَعَادَة الملكة محرراتكم عدد ٩٦٤ فِي خَامِس هَذَا الشَّهْر جُمْلَتهَا نُسْخَة من تَقْرِير مستر بارنغ الْمُشْتَمل على اسْتِقْصَائِهِ عَن الْمُنكر الَّذِي جرى مُنْذُ قريب على النَّصَارَى سكان البلغار وَكَانَت الدولة مترقبة من سباق تَقْرِير المومأ اليه الَّذِي بعثتم بِهِ ان تسمع بِأَن الجرائر الَّتِي اقترفها الباشبوزوق والجراكسة فِي تِلْكَ الْبِلَاد كَانَت فظيعة فيسؤها الْآن ان تعلم من هَذَا التَّقْرِير التَّام ان مَا كَانَت تترقبه كَانَ فِي مَحَله ثمَّ ان بعض الاخبار الَّتِي شاعت بِخُصُوص هَذِه الجرائم وان كَانَ غير صَحِيح الا انه لم يبْق ريب فِي ان تصرف وَالِي ادرنه بِكَوْنِهِ امْر جَمِيع الْمُسلمين بَان يتقلدوا السِّلَاح هُوَ الَّذِي سَبَب حشد قوم من الفتاك واللصوص فارتكبوا الجرائم بِدَعْوَى انهم يحاولون اطفاء الْفِتْنَة وَهَذِه الجرائم وصفهَا المستر بارنغ بانها افظع شَيْء شان تواريخ هَذَا الْقرن وَقد تبين ايضا ان اكثر اصحاب الامر وَالنَّهْي فِي الْولَايَة قد اجازوا هذاالمنكر اَوْ غضوا النّظر عَنهُ فَلم يبالوا باصلاح الْحَال اَوْ انهم اصلحوا مَالا يعبأ بِهِ وَمَعَ انه قبض على ١٩٥٦ نفس من البلغاريين لاشتراكهم فِي الْعِصْيَان الَّذِي لم يقارنه خطر فَلم تجر عُقُوبَة على قَتله الرِّجَال الَّذين لم يُوجد مَعَهم سلَاح وعَلى قتلة النِّسَاء والاولاد الا عشْرين نفسا مِنْهُم فَالظَّاهِر ان اصحاب الامر وَالنَّهْي فِي الاستانة لم يطع لَهُم امْر وانهم لم يطلعوا على حَقِيقَة الْحَال وَمَا كَانَ لدولة الملكة ان تظن انه من الْمُمكن ان الْبَاب العالي يرقي اولئك

<<  <   >  >>