للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

تخت سلطنة العثمانية يَنْبَغِي ان تَطْلُبُوا مواجهته وتبلغوه على وفْق مُرَاد الدولة خُلَاصَة تَقْرِير مستر بارنغ وتذكروا لَهُ اسماء شوكت باشا وحافظ باشا وطوسون بك وَاحْمَدْ اغا وَغَيرهم من المامورين الَّذين صرح باعمالهم الْمُنكرَة واطلبوا باسم الملكة ودولتها التعويض وَالْعَدَالَة والحوا ببناءما هدم من الْكَنَائِس والبيوت وباسداء المساعدة اللَّازِمَة لاعادة الاعمال والاشغال ولاغاثة الَّذين حاق بهم الْفقر واذْكُرُوا على الْخُصُوص انه لَا بُد من الْبَحْث عَن الثَّمَانِينَ امْرَأَة واعادتهن إِلَى اهلهن وَكَذَلِكَ الحوا باجراء عِبْرَة على الَّذين اشْتَركُوا فِي تِلْكَ الافعال الشنيعة اَوْ تساهلوا فِيهَا وَيَنْبَغِي ان يمْتَحن اولئك الَّذين اعطوا نياشين ورتبا لاوهام بَاطِلَة فِي حَقِيقَة سلوكهم وتصرفهم ويجردوا عَن مَنْزِلَتهمْ ان كَانَ ذَلِك لم يَقع فعلا ويبذل السَّعْي البليغ فِي اعادة الثِّقَة والامن ولهذه الْغَايَة يظْهر من الصَّوَاب ان تِلْكَ الْجِهَات الَّتِي جرى فِيهَا الْهَرج والمرج تجْعَل تَحت مامور ذِي همة واقدام يعين لهَذَا الْخُصُوص فاذا لم يكن من النَّصَارَى يلْزم ان يكون مَعَه مشيرون مِنْهُم بِحَيْثُ تركن اليهم النَّصَارَى وتثق بهم وَهَذَا الامر يكون مؤقتا من دون ان يكون مَانِعا لما تتفق عَلَيْهِ الدول فِي الْمُسْتَقْبل واذْكُرُوا ايضا بِكَلَام اكيد بليغ تهامل المامورين فِي تِلْكَ الْجِهَات وَعدم الْكِفَايَة من استقصاء اديب افندي وَمن تَقْرِيره الَّذِي ابلغ إِلَى الدول ابلاغا رسميا اذ لَا يعْتَمد عَلَيْهِ وَمن اجل ان يكون طَلَبكُمْ مفهوما اتْرُكُوا مَعَ الصَّدْر الاعظم عِنْد انْتِهَاء محاورتكم مَعَه تذكره هَذِه الملاحظات الَّتِي فوضت اليكم بامر الملكة لتعرضوها على مسامع السُّلْطَان الامضاء دربي

فَلْيتَأَمَّل الْقَارئ إِلَى نِسْبَة التوحش للدولة الَّتِي لم تأت غير مَا تَأتيه غَيرهَا من الدول لَو حصلت بهَا ثورة داخلية مَعَ ان الروسيا ارتكبت وَمَا زَالَت إِلَى الْآن ترتكب مَعَ يهود بلادها مَا لم يسمع بِهِ ايام تيمورلنك من الطَّرْد والنهب والمصادرة وَكَذَلِكَ مَعَ اهالي بولونيا وليتذكر الْمطَالع مَا فعلته فرنسا فِي الجزائر والنمسا والروسيا مَعًا فِي بِلَاد المجر سنة ١٨٤٨ وَمَا فعلته انكلترا نَفسهَا فِي ايرلاندا وَيحكم بعد ذَلِك بَان دَعْوَى دوَل اوروبا بنشر الْحُرِّيَّة والمدافعة عَنْهَا حَقِيقَة بِالِاعْتِبَارِ اَوْ انها مُجَرّد شباك لَا تقصد بهَا الا التدخل فِي الشرق والتهامه قِطْعَة بعد اخرى

<<  <   >  >>