للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذَلِك فتفرغ للتدريس وَالْفَتْوَى

وَمن فَوَائده جَوَابه على السُّؤَال عَن مَذْهَب ابْن عَرَبِيّ وَمن انتحل مذْهبه وَقد ذكرت السُّؤَال والجوابات عَلَيْهِ من السَّادة الْعلمَاء فِي الأَصْل مِمَّا لَا يحْتَملهُ هَذَا الْمُخْتَصر وَهُوَ قريب خمس وَرَقَات فَمن أحب ذَلِك فلينظره مِنْهُ مَعَ زِيَادَة فَوَائِد وفضائل تدل على غزارة علم هَذَا الإِمَام وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة إِحْدَى وثمانمئة بِذِي جبلة رَحمَه الله

وَقد مدحه الشُّعَرَاء من ذَلِك قَول بَعضهم من قصيدة طَوِيلَة

(أظهرت دين الله بعد خموله ... بعد النَّبِي فَقَامَتْ الْأَدْيَان)

(مَا زلت للعلياء تكسبها وَمن ... يسْعَى لكسب الْعلم فَهُوَ معَان)

(ونشرت علما جلّ عَن إحصائه ... بل ضَاقَ عَن أتقانه الْبلدَانِ)

ورثاه هُوَ وَأَصْحَابه الَّذين توفوا بذلك الْوَقْت من الْفُقَهَاء الْفَقِيه موفق الدّين عَليّ بن مُحَمَّد الأصبحي فَقَالَ من قصيدة طَوِيلَة مِنْهَا

(أوغرت يَا زمني صَدْرِي بأَرْبعَة ... كَانُوا شموس الْهدى فِي ساحة الْيمن)

(أطفأت فِي جبلة مِصْبَاح ظلمتها ... وَبدر لَيْلَتهَا الْهَادِي إِلَى السّنَن)

(قد كَانَ شمسا بهَا تهدى إِلَى سنَن ... وَكَانَ حصنا بِهِ نأوي من الْفِتَن)

(وَكَانَ فِي إب كل الْخَيْر مجتمعا ... بالكاهلي عفيف الدّين ذِي المنن)

(وَفِي شنين إِمَامًا كَانَ مُجْتَهدا ... من حل ساحته الفيحاء لم يهن)

(وَفِي تعز العوادي رَابِعا لَهُم ... سَاد الورى بالتقى مَعَ حكمه الْحسن)

<<  <   >  >>