للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نعم قَالَ وَلم ذَلِك قَالَ أردْت أَن أغنيهم عَن الْخِيَانَة قَالَ فَأَنت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أولى بذلك قَالَ فَأخْرج ذراعه وَقَالَ يَا ابْن أبي زَكَرِيَّا إِن هَذَا نبت من الْفَيْء وَلست معيدا إِلَيْهِ مِنْهُ شَيْئا أبدا

ورعه عَن شم مسك الْفَيْء

قَالَ وَأتي عمر بن عبد الْعَزِيز من الْفَيْء ذَات يَوْم بعنبرة وَعِنْده لَيْث بن أبي رقية كَاتبه فَأَخذهَا بِيَدِهِ فمسحها ثمَّ أَمر بهَا فَرفعت حَتَّى تبَاع قَالَ ثمَّ إِنَّه أَمر يَده على أَنفه فَوجدَ رِيحهَا فَدَعَا بِوضُوء فَتَوَضَّأ قَالَ فَقلت لَهُ مَا هَذَا الَّذِي أصبت مِنْهَا حَتَّى تتوضأ قَالَ عجبا لَك يَا لَيْث وَهل ينْتَفع مِنْهَا إِلَّا بِالَّذِي وجدت أتؤكل أَو تشرب قَالَ وَأتي عمر بن عبد الْعَزِيز يَوْمًا بمسك من الْفَيْء فَوضع بَين يَدَيْهِ فَوجدَ رِيحه فَوضع يَده على أَنفه وَقَالَ أخروه حَتَّى لم يجد لَهُ ريحًا

ورعه عَن تسخين المَاء على مطبخ الْعَامَّة وتعويضه مِنْهُ

قَالَ وَكَانَ لَهُ غُلَام يَأْتِيهِ بقمقم من مَاء مسخن يتوضأمنه فَقَالَ للغلام يَوْمًا أتذهب بِهَذَا القمقم إِلَى مطبخ الْمُسلمين فتجعله عِنْده حَتَّى يسخن ثمَّ تَأتي بِهِ قَالَ نعم أصلحك الله قَالَ أفسدته علينا قَالَ فَأمر مزاحما أَن يغلي ذَلِك القمقم ثمَّ ينظر مَا يدْخل فِيهِ من الْحَطب ثمَّ يحْسب تِلْكَ الْأَيَّام الَّتِي كَانَ يغليه فِيهَا فَيَجْعَلهُ حطبا فِي المطبخ قَالَ وأصابته جَنَابَة فِي لَيْلَة بَارِدَة فأسخن لَهُ مَاء فَأتي بِهِ فَقَالَ أَيْن سخنته قَالَ على مطبخ الْعَامَّة قَالَ فنحه قَالَ فناداه رجل وَخَافَ عَلَيْهِ إِن اغْتسل بِالْمَاءِ الْبَارِد فِي تِلْكَ اللَّيْلَة أنْشدك الله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي نَفسك فَإِن كَانَ لَا بُد فَعوضهُ قيمَة ثمَّ أدخلهُ بَيت مَال الْمُسلمين فَفعل ذَلِك عمر رَضِي الله عَنهُ

خُرُوج عمر من مَاله ورده من مَال الْمُسلمين

قَالَ وَقَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز مَا من شَيْء إلاوقد رَددته فِي مَال الْمُسلمين

<<  <   >  >>