للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكاتبه مُزَاحم فأعلمناه مكانهما فَقَالَ ابحثوهما أَن لَا يكون مَعَهُمَا حَدِيدَة ثمَّ أدخلوهما فَفَعَلْنَا فَلَمَّا دخلا قَالَا السَّلَام عَلَيْكُم ثمَّ جلسا فَقَالَ لَهما عمر أخبراني مَا أخرجكما مخرجكما هَذَا وَأي شَيْء نقمتم علينا فَقَالَ الَّذِي فِي حبشية وَالله مَا نقمنا عَلَيْك فِي سيرتك فَإنَّك لتجري الْعدْل وَالْإِحْسَان وَلَكِن بَيْننَا وَبَيْنك أَمر إِن أعطيتناه فَأَنت منا وَنحن مِنْك وَإِن منعتنا فلست منا ولسنا مِنْك قَالَ عمر وَمَا هُوَ قَالَ رَأَيْتُك خَالَفت أَعمال أهل بَيْتك وسلكت غير طريقهم وسميتها مظالم فَإِن زعمت أَنَّك على هدى وهم على ضلال فابرأ مِنْهُم والعنهم فَهُوَ الَّذِي يجمع بَيْننَا وَبَيْنك أَو يفرق قَالَ فَتكلم عمر عِنْد ذَلِك فَقَالَ إِنِّي قد عرفت أَو ظَنَنْت أَنكُمْ لم تخْرجُوا لطلب الدُّنْيَا وَلَكِنَّكُمْ أردتم الْآخِرَة فأخطأتم سَبِيلهَا وَأَنا سَائِلكُمْ عَن أَمر فبالله لتصدقاني عَنهُ فِيمَا بلغه علمكما قَالَا نَفْعل قَالَ أَرَأَيْتُم أَبَا بكر وَعمر أليسا من أسلافكم وَمِمَّنْ تتولون وتشهدون لَهما بالنجاة قَالَا بلَى فَقَالَ هَل تعلمُونَ أَن الْعَرَب ارْتَدَّت بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَاتلهُمْ أَبُو بكر فسفك الدِّمَاء وسبى الذَّرَارِي وَأخذ الْأَمْوَال قَالَا قد كَانَ ذَلِك قَالَ فَهَل تعلمان أَن عمر لما قَامَ بعده رد تِلْكَ السبايا إِلَى عَشَائِرهمْ قَالَ قد كَانَ ذَلِك قَالَ فَهَل برِئ أَبُو بكر من عمر أَو عمر من أبي بكر قَالَا لَا قَالَ فَهَل تبرأون من وَاحِد مِنْهُمَا قَالَا لَا قَالَ أخبراني عَن أهل النهروان أَلَيْسُوا من أسلافكم وَمِمَّنْ تتولون وتشهدون لَهُم بالنجاة قَالَا بلَى قَالَ فَهَل تعلمُونَ أَن أهل الْكُوفَة حِين خَرجُوا إِلَيْهِم كفوا أَيْديهم فَلم يخيفوا آمنا وَلم يسفكوا دَمًا وَلم يَأْخُذُوا مَالا قَالَا قد كَانَ ذَلِك قَالَ فَهَل تعلمُونَ أَن أهل الْبَصْرَة حِين خَرجُوا إِلَيْهِم مَعَ

<<  <   >  >>