للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَيَقُول حَسبنَا الله وَنعم الْوَكِيل

وَأمر من يعْقد لَهُ مَجْلِسا بدار الْعدْل

فعقد مجْلِس يَوْم الثُّلَاثَاء فِي الْعشْر الأول من شَوَّال من سنة سبع وَسَبْعمائة وَظهر فِي ذَلِك الْمجْلس من علم الشَّيْخ وشجاعته وَقُوَّة قلبه وَصدق توكله وَبَيَان حجَّته مَا يتَجَاوَز الْوَصْف وَكَانَ وقتا مشهودا ومجلسا عَظِيما

وَقَالَ لَهُ كَبِير من الْمُخَالفين من أَيْن لَك هَذَا

فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ من أَيْن لَا تعلمه

وَذكر بعض من حضر ذَلِك الْمجْلس أَن النَّاس لما تفَرقُوا مِنْهُ قَامَ الشَّيْخ وَمَعَهُ جمَاعَة من أَصْحَابه

قَالَ فجَاء وَجئْت مَعَه إِلَى مَوضِع ذكره فِي دَار الْعدْل

قَالَ فَلَمَّا جلسنا اسْتلْقى الشَّيْخ على ظَهره وَكَانَ هُنَاكَ حجر لأجل تثقيل الْحَصِير فَأَخذه وَوَضعه تَحت رَأسه فاضطجع قَلِيلا ثمَّ جلس وَقَالَ لَهُ إِنْسَان يَا سَيِّدي قد أَكثر النَّاس عَلَيْك

فَقَالَ إِن هم إِلَّا كالذباب وَرفع كَفه إِلَى فِيهِ وَنفخ فِيهِ

قَالَ وَقَامَ وقمنا مَعَه حَتَّى خرجنَا فَأتي بحصان فَرَكبهُ ويختل بذؤابته فَلم أر أحدا أقوى قلبا وَلَا أَشد بَأْسا مِنْهُ

<<  <   >  >>