للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. كل حَيّ لَهُ الْمَمَات وُرُود ... لَيْسَ فِي الدُّنْيَا لمرء خُلُود

كل خل مفارق لخليل ... كل وصل إِلَى إنفصال يعود

لَيْسَ يبْقى إِلَّا إِلَه البرايا ... دَائِم الْملك والبقا لَا يبيد

عين سحى بمدمع لَيْسَ يرقأ ... وسهادا دَائِما وأجفان جووا

يَا لجرح بمهجتي لَيْسَ يبرا ... أَو يجودوا بطيفهم أَو يعودوا

هَل لما بِي من مسعد أَو معِين ... عز صبري وفرط حزني يزِيد

ويك نَفسِي تعاملي باصطبار ... فَالَّذِي قد قضى بِهَذَا مُرِيد

قد رزئنا إِمَام علم وَدين ... عدم الْمثل فِي الزَّمَان فريد

يَا لحزن عَلَيْهِ عَم البرايا ... يَا لنار بقلبي لَهَا وقود

كَانَ شيخ الْإِسْلَام عقلا ونقلا ... سنَن الْبدع عِنْده مَرْدُود

كَانَ فِي الْعلم والشجاعة فَذا ... وَهُوَ فِي الزّهْد والعفاف يسود

كَانَ بِالْعرْفِ آمرا لَا للحظ ... وَعَن النكر للعباد يذود

كَانَ لله ذَاكِرًا كل وَقت ... وَعَن اللَّهْو والضلال بعيد

مَاتَ لله صَابِرًا وسط سجن ... يَوْم الْإِثْنَيْنِ سره مشهود

وتولاه الْأَبْرَار غسلا ودفنا ... أَبيض الْوَجْه فِي الثرى ملحود

حِين وافى على الرُّءُوس مسجى ... والبرايا من كل حَيّ وُفُود

صحت من فرط مَا بدا لي مَه ... لَا لَك فِي جنَّة الخلود خُلُود ...

<<  <   >  >>