للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أهل الْيمن الذلة والتجأ الْمُجَاهِد إِلَى دهليزه وَقد أحيط بِهِ وَقطعت أطنابه وألقوه إِلَى الأَرْض. فَمر الْمُجَاهِد على وَجهه وَمَعَهُ أَوْلَاده فَلم يجد طَرِيقا ولديه إِلَى بعض الْأَعْرَاب وَعَاد. بِمن مَعَه وهم يصيحون: الْأمان يَا مُسلمين فَأخذُوا وزيره وتمزقت عساكره فِي تِلْكَ الْجبَال وَقتل مِنْهُم خلق كثير ونهبت أَمْوَالهم وخيولهم حَتَّى لم يبْق لَهُم شَيْء وَمَا انْفَصل الْحَال إِلَى غرُوب الشَّمْس. وفر ثقبة بعربه وَأخذ عبيد عجلَان جمَاعَة من الْحجَّاج فِيمَا بَين مَكَّة وَمنى وَقتلُوا جمَاعَة. فَلَمَّا أَرَادَ الْأَمِير طاز الرحيل من منى سلم أم الْمُجَاهِد وحريمه لعجلان وأوصاه بِهن وَركب الْأَمِير طاز وَمَعَهُ الْمُجَاهِد محتفظاً بِهِ وَبَالغ فِي إكرامه وَصَحب مَعَه أَيْضا الْأَمِير بيبغا روس مُقَيّدا وَبعث الْأَمِير طنطاي مبشراً. وَلما قدم الْأَمِير طاز الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة قبض على الشريف طفيل وَكَانَ قاع النّيل فِي هَذِه السّنة أَرْبَعَة أَذْرع وَنصف ذِرَاع. وتوقفت الزِّيَادَة حَتَّى ارْتَفع سعر الأردب الْقَمْح من خَمْسَة عشر درهما إِلَى عشْرين درهما ثمَّ زَاد النّيل فِي يَوْم وَاحِد أَرْبعا وَعشْرين إصبعا وَنُودِيَ من الْغَد بِزِيَادَة عشْرين إصبعاً ثمَّ بِزِيَادَة خَمْسَة عشر إصبعا ثمَّ ثَمَانِي أَصَابِع. واستمرت الزِّيَادَة حَتَّى بَقِي من ذِرَاع الْوَفَاء ثَلَاثَة أَصَابِع فتوقف سِتَّة أَيَّام ثمَّ وفى السِّتَّة عشر ذِرَاعا فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثَانِي عشْرين مسرى. وَزَاد بعد ذَلِك إِلَى خَامِس توت فَبلغ سَبْعَة عشر ذِرَاعا وَهَبَطَ فشرقت بِلَاد كَثِيرَة وتوالى الشراقي ثَلَاث سِنِين شقّ الْأَمر فِيهَا على النَّاس من عدم الفلاحين وخيبة الزَّرْع بِخِلَاف مَا يعْهَد وَكَثْرَة المغارم والكلف وظلم الْوُلَاة وعسفهم وَزِيَادَة طمعهم فِي أَخذ مَا بذلوا مثله حَتَّى ولوا مَعَ نفاق عرب الصَّعِيد وطمعهم فِي الْكَشَّاف والولاة وَكسر الْمغل وعنتقهم فِي إِعْطَائِهِ الأجناد وَرمي الشّعير على الْبِلَاد من حِسَاب سَبْعَة دَرَاهِم الأردب وَحمله إِلَى الأهراء فَحمل نَحْو الْأَرْبَعين ألف أردب شَعِيرًا وَنَحْو خَمْسَة آلَاف أردب برسيما. وَفِيه خلع على ملك تونس أَبُو الْعَبَّاس الْفضل بن أبي بكر بن يحيى بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد بن أبي حَفْص فِي ثامن عشر جُمَادَى الأولى فَكَانَت مدَّته سِتَّة أشهر فَقَامَ بعده أَخُوهُ أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن أبي بكر. وَمَات فِي هَذِه السّنة من الْأَعْيَان الْأَمِير سيف الدّين دلنجى نَائِب غَزَّة. قدم الْقَاهِرَة سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة فأنعم

<<  <  ج: ص:  >  >>